م. بدر بن ناصر الحمدان
وضعت (إيكوموس - المجلس الدولي للمعالم والمواقع) مبادئ رئيسة لحفظ التراث الخشبي المبنى (المكسيك 1999م ) وتم تحديثها في (2017م) بهدف تحديد وترويج أهم المبادئ والممارسات الأساسية لحماية وحفظ المنشآت الخشبية التاريخية والتي «تشمل جميع أنواع المباني والمنشآت المشيدة كلياً أو جزئياً من الخشب وتحمل دلالات ثقافية في ذاتها أو تلك التي تشكِّل جزءاً من تاريخ المنطقة».
ركَّزت هذه المبادئ على أهمية هذه المنشآت الخشبة كأحد أهم المعالم الثقافية المعبِّرة عن التراث الإنساني وثقافة الشعوب والتي يجب حمايتها والمحافظة عليها والأخذ بالاعتبار تنوّعها كأحد أشكال التعبير عن مهارة الحرفيين والبنائين، وكذلك الإقرار بأنها أكثر أنواع التراث المبني المعرض للتدهور والتآكل والتلاشي عطفاً على طبيعتها وتقنية بنائها وموادها المستخدمة.
وعن مستوى الصون وأساليب المعالجة حثّت هذه المبادئ القيام بأقل مستوى من التدخل في نسيج المنشآت الخشبية التاريخية باعتبارها الأسلوب الأمثل للمحافظة على أصالتها بما في ذلك عملية التفكيك الكامل أو الجزئي لهيكلها الإنشائي من أجل إجراء الإصلاحات ثم إعادة تركيبها، وكذلك التأكيد على أهمية توثيقها تاريخياً ومعمارياً قبل أعمال الترميم، مع النظر إليها لوحدة متكاملة.
في رأيي الشخصي أعتقد أن المنشآت الخشبية التاريخية تعتبر من أكثر أنماط المسكن إنسانية، حيث ساهمت بسمتها الاقتصادية في تأمين المأوى للإنسان عبر الزمن بأقل الإمكانيات وأسهلها وفي ظروف مختلفة، إذ كانت وما زالت في متناول الجميع، لقد مثّلت لحقبة من الزمن علامة فارقة في تاريخ عمارة الناس الأكثر قرباً وعبّرت عن نفسها كتراث عمراني خشبي حاضن للحياة طوال تلك العصور التي مرّت.