عبدالعزيز بن سعود المتعب
المدح في من يستحقه محل تقدير الجميع منذ الأزل ولنا قدوة في الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أعطى بردته (كساء يلتحف به) للشاعر كعب بن زهير بعدما قال قصيدته التي منها هذا البيت الشهير:
إن الرسول لنور يُستضاء به
مهندُ من سيوف الله مسلولُ
كما أن قصائد الشاعر حسان بن ثابت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أشهر من الإشارة إليها ومنها قوله:
وأحسن منك لم تَرَ قَطُّ عيني
وأَجملُ مِنك لَم تَلِدِ النِساءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءَ مِن كُلِّ عَيبِ
كأنَّكَ قَد خُلِقت كما تشاءُ
وأبناء المملكة العربية السعودية يعتزون بقصائد الفخر والحماسة والمدح الوطنية التي واكبت مراحل توحيد الوطن الغالي وتأسيسه تحت راية موحدة ومؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وهي قصائد (العرضة السعودية) للشعراء -رحمهم الله- العوني، وابن دحيّم، وابن صفيّان، والحوطي وغيرهم، منها قول العوني:
منّي عليكم يا أهل العوجا سلام
وأختص أبوتركي عَمَا عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام
يا حامي الوندات ياريف الغريب
اضرب على الكايد ولا تسمع كلام
العز بالقلطات والرأي الصليب
وامتداد لهذه القصائد المشرّفة في تاريخها ومناسبتها قصائد الولاء والوفاء واللحمة الوطنية ووحدة الصف والكلمة التي تجسّدها القصائد الوطنية في ولاة الأمر -حفظهم الله- مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أطال الله عمره وأدام عزّه- ومقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -أطال الله عمره وآدام عزّه- ومن أشهر وأجزل قصائد المدح ما قاله الشاعر الأمير خالد الفيصل في الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومنها قوله:
إلى انتهض يكفي وإلى مد يغني
وإلى تكلّم كل شيءٍ معه لان
وإلى وعد يوفي وإلى قال يعني
وإلى ارتكى للحمل شاله بليهان
وكذلك القصائد المنبرية الوطنية لشاعر الوطن خلف بن هذال، وعليه فإن غرض المدح من أغراض الشعر المتعارف عليها منذ الأزل شريطة أن يكون المدح في من يستحقه ويشهد له الجميع - إنصافا للمادح والممدوح- أمّا قصائد التسوّل التي تكتب في من لا يستحقها فيجب أن تُسمّى الأشياء بمسمياتها ويقال عنها (شحاده) من منطلق الغيرة على الشعر وهيبته ومكانته الرفيعة ويجب أن يقال للشعراء الشحادين كما قال عمرو بن العاص: (المرء حيث يضع نفسه فإن أعزّها عَلاَ أمرها وإذا أذلّها ذل وهان قدره.!).