أحمد المغلوث
منذ بدأت الاطلاع على بعض من صحافتنا السعودية والخليجية والعربية والتي كانت تصل إلى الأحساء متأخرة بعد عدة أيام، ومنذ كنت في المرحلة الابتدائية وأنا أقرأ ما يتاح لي منها، أكان ذلك من خلال مكتبة المدرسة المتواضعة أو من خلال ما يتم حجزه لدي في مكتبة الملا بالهفوف أو العبدالقادر في المبرز، وكنت أشعر بتقدير كبير لكل ما يكتب فيها بل كنت أعجب من قدرات بعضهم في قدرتهم على كتابة المقالات والدراسات، بل وخواطرهم المختلفة وجمال طروحاتهم التي كانت تثري القارئ ونحن فتية.
كانت هذه المطبوعات من صحف ومجلات لها دور عظيم في إثراء كل من يطلع عليها وتساهم في تغذية عقلياتهم بكل ما هو جديد ومفيد في ذلك الزمن البعيد بل يشعر الواحد منا أن هذا الكاتب، وذلك المحرر بينهما علاقة ومودة عن بعد.. فكيف عندما يكون واحد من جيرانه أو من مدينته.
وكم كنت أشعر بالفخر أن جارنا وعلى بعد خطوات من بيتنا في حارة «السياسب» بالمبرز هو الأستاذ والأديب «عبدالله الشباط» رحمه الله صاحب ورئيس أو تحرير صحيفة «الخليج العربي» بل وبعض من كتابها في البدايات كنت أشاهده بين فترة وأخرى في مناسبات الأعياد أو خلال وجوده في مجلس عمه العم صالح، بحكم علاقتي الأخوية بابنه محمد رحمهما الله إنه الأخ الحبيب الوجيه «عبد العزيز العفالق» وكان يكتب زاوية في هذه الصحيفة. وكان النجاح المنقطع النظير الذي حازته صحفنا ومجلاتنا المتجددة وما حققته من انتشار واسع في الداخل والخارج، وتنافس محبب بينهم.. وما حققته من أرباح مليونية كل عام جعلت بعضها تسارع في إنشاء مقرات لها.
لاشك أنها كانت خطوة رائعة وما زالت متميزة. وتمنيت أيامها لو كانت هذه المقرات متعددة الأدوار ليستفاد منها في استثمارها مستقبليا من قبل الغير كما هو الحاصل في مباني العديد من صحف العالم الشهيرة؛ لذلك نجدها ما زالت تحقق أرباحا لا بأس فيها أكان من خلال التوزيع أو عبر المردود المادي الكبير الذي تحققه إيجاراتها لعدد كبير من أدوارها وأن نجاح بعض الصحف هنا وهناك كان وراء ذلك، وكان من المفروض استثمار جزء كبير من أرباحها.
في العصر الذهبي الورقي في العديد من أسهم الشركات الكبرى ذات العائد الربحي الكبير جعلها حتى اليوم تحقق نجاحا وراء نجاح، وبالتالي تراجع الدخل المادي لبعض صحفنا الورقية جعلها تستغني عن عدد كبير من كتابها ومحرريها بسبب تراجع دخلها المادي بعدما ابتعد عنها الآلاف من القراء وبعضهم قطع اشتراكه فيها وبات يتابعها عبر الاطلاع عليها من خلال مواقعها الإلكترونية لذلك بات العشرات من كبار الكتاب والمحررين والذين ليس لهم دخل الآمن خلال رواتبهم التقاعدي فكم يتطلع الكثيرون من كتاب الرأي الذين ما زالوا مستمرين في الكتابة حتي اليوم أن تقوم وزارة الثقافة أو الإعلام بصرف مكافأة شهرية تقديرا لهم وتحول مباشرة في حساباتهم وهذا أقل ما يجب تجاه التزامهم بالكتابة في صحفهم التي يعتبرونها بيتهم الكبير في وطن شامخ بالخير والعطاء صباحاً ومساءً.