عبد العزيز الهدلق
أثار المدير الرياضي برابطة دوري المحترفين السعوديين مايكل ايميليانو لغطا كبيرا في الوسط الرياضي السعودي بعد حديثه الأخير في بودكاست أجنبي عن واقع التنافس الكروي بين الأندية في المملكة. حيث قال: «أثق أن الهلال حامل لقب جميع المسابقات الموسم الماضي، ومتصدر دوري هذا الموسم سيجد تحديات في المستقبل، وأريد أن يواجه الهلال هذه التحديات لأنها ستكون في صالح الدوري والمنافسة».!
طبعاً كارثة كبيرة أن يتحدث مسؤول في رابطة دوري المحترفين بذلك، وهو الذي يفرض عليه موقعه الرسمي أن يقف على الحياد وعلى مسافة واحدة بين الأندية، ولكنه لم يفعل بل عبر عن أمنياته بظهور تحديات تواجه الهلال.! وبعد أن تحدث عن التحديات التي ستواجه الهلال، والتي أكد أمنيته بحدوثها لأنها تصب في صالح الدوري كما يقول، اتجه ايميليانو نحو الإشادة بفريق النصر (منافس الهلال)، والثناء على نجومه الأجانب، مؤكداً أنهم يستحقون تحقيق بطولة!.
هذا الحديث الذي استمع إليه الجميع لم يصدر من مشجع ولا من إعلامي متعصب، بل من مسؤول قوي ومؤثر داخل المنظومة التي تدير المنافسة!. وهذا الحديث الواضح من المدير الرياضي في رابطة دوري المحترفين يكشف ما يدور في أذهان المسؤولين في الرابطة كونه أحدهم، ومن صناع القرار فيها كذلك.
ولم يكن حديث ايميليانو يحتاج إلى إيضاح لاحق من الرابطة، لأن توضيح الواضحات من الفاضحات! ولكن الرابطة فعلت وأصدرت بياناً ايضاحياً فتورطت في الايضاح، فهي لم تتأسف لما ورد فيه، ولم تتجه لإيضاح العبارات التي أطلقها، بل اتجهت مباشرة للقول «إن الحديث فسر بطريقة غير صحيحة»!.. يعني أن الرابطة حملت المتلقي الخطأ ولم تحمله مديرها الرياضي!.. كما قامت الرابطة في إيضاحها بإعادة تقديم حديث مديرها الرياضي مع تعديل في العبارات، مشيرة إلى أن هذا هو التصريح الحقيقي! وفي هذا تضليل من الرابطة وليس إيضاحاً! فما ورد في بيان الايضاح ليس هو ما قاله ايميليانو، وإنما هو رأي وتفسير الرابطة وفهمها للحديث، ومن حق المتلقي أن يكون له فهم وتفسير آخر.!
وقد قال المدير الرياضي في الرابطة قوله ذلك، وخرجت كلماته، ولا يمكن إرجاعها، أو التراجع عنها تحت عنوان الإيضاح أو غيره.
وايميليانو لم يتمن فقط نشوء تحديات تواجه الهلال، بل أكد حتمية ظهور هذه التحديات.! وهنا مكمن الخطورة في حديثه، فهو - ومن خلال موقعه المهم والحساس في رابطة دوري المحترفين- يحيط بأمور وتفاصيل لا يعلمها غيره والدائرة الضيقة التي يعمل معها.!
وكان حرياً برابطة دوري المحترفين أن تتبرأ مما ورد في حديث ايميليانو وتعتب عليه كذلك، وتحمله المسؤولية، لكي لا يفهم من ذلك الايضاح أنها توافقه في رأيه وفي قوله، بدليل أنها لم تنف قوله، ولكنها قالت إن حديثه تم تفسيره بشكل خاطئ!! أي أن حديثه بالنسبة للرابطة صحيح وسليم، ولكن العتب على فهم المتلقي!.
لقد حاولت الرابطة بذلك الايضاح إنقاذ مديرها الرياضي، ولكنها تورطت معه من حيث لا تدري؛ فوجهة نظر الرابطة من خلال إيضاحها متطابق تماماً مع ايميليانو، والعتب فقط على فهم المتلقي!.
زوايا
* مايكل ايميليانو هو المدير الرياضي في رابطة دوري المحترفين، وهو الشخصية الأكثر فهماً في الرابطة والأكثر نفوذاً وتأثيراً، وإذا كان ذلك هو تفكير الرجل الأقوى في الرابطة تجاه المنافسة الكروية التي تشرف عليها الرابطة والفرق المتنافسة، فذلك يعني أنه تفكير كل المنظومة.
* خطورة حديث المدير الرياضي لرابطة دوري المحترفين تكمن في أن أي حدث قادم يتضرر منه الهلال أو يستفيد منه منافس سوف يسقط على حديثه! فلا مجال لأي تفسير خاطئ.
* من الأخطاء الفادحة التي ترتكبها إدارات الإعلام في بعض الهيئات الرد على ما ينشر في وسائل الإعلام بالقول إن حديث المسؤول الفلاني فهم خطأ، أو فسر خطأ! فهذا فيه إهانة وعدم تقدير أو احترام للمتلقي، لأنه ينطوي على تقليل في فهم وتفكير الآخرين، وبأنهم لم يفهموا أو يستوعبوا المقصود.! فالمهنية الإعلامية تفرض مواجهة المشكلة بشجاعة والاعتراف بأن المسؤول لم يوفق في حديثه، أو أن التعبير قد خانه.! وليتحمل المسؤول مسؤولية كلامه، ولا ترمى المسؤولية على أطراف أخرى.
* المدير الرياضي لرابطة دوري المحترفين كشف بوضوح حقيقة اللوبي الأزرق! وأنها أكذوبة صنعها المستفيدون.
* عدد من محبي وعشاق الهلال من مشاهير منصة (X) تميزوا بقوة الحجة في الدفاع عن ناديهم أمام كل مدلس ومضلل ومزيف، وأبرزهم أصحاب المعرفات الشهيرة، هلالي قديم «أبوعلي»، وشايب الهاص، ومحمد العبدالله «وصيف بطل العالم». وما يجعل طرحهم مقنعاً للجميع بمختلف الميول أنهم يعتمدون على وثائق ومعلومات وحقائق دامغة، وشواهد تاريخية موثقة، بعيداً عن الهبد والحكاوي الإنشائية، والروايات المحكية التي يتفنن فيها الآخرون.