عقل العقل
قلنا ونعيد ونزيد إن من تباكوا على ضياع ركلة جزاء المنتخب السعودي ضد منتخب البحرين ونفذها سالم الدوسري لم يكن ذلك التباكي والهجوم عليه بسبب مصلحة وطنية، بل بسبب تفكيرهم وميولهم الضيقة لأنديتهم بعيداً عن مصلحة المنتخب، والدليل إدخال سالم في مقارنات لا علاقة له بها، والبعض الآخر طلب من المدرب مانشيني أن يظهر للإعلام ويوضح من كان مقرراً أن ينفذ ضربة الجزاء الضائعة، وكأن مدرب المنتخب ينتظر نهاية كل مباراة ليرد ويوضح على تفاصيل كل مباراة وتساؤلات الجماهير وقبلهم محللون متعصبون.
سالم الدوسري نجم وأسطورة للكرة السعودية ولفريقه الهلال، وكل لاعب في عالم كرة القدم يتعرض لاهتزاز وعدم توفيق، ومنها تضييع الفرص في ركلات الجزاء في المنتخب والنادي، وطبيعة بعض اللاعبين وخاصة النجوم هو الإصرار والإقدام على التصدي للمواقف الصعبة في مباريات فريقه رغم كل الظروف، وهذه ميزة بعض اللاعبين، فإضاعة ضربة جزاء ليست نهاية مسيرته، والكل يعرف أن عدم التوفيق في التسديد هو جزء من اللعبة، ولا يتحملها لاعب محدد بذاته والفريق بشكل عام يتحمّل وتحسب له النتيجة سلباً أو إيجاباً.
بعد تلك المباراة ظهرت علينا أصوات تطالب سالم وتشكك فيه، فكيف يكون مبهرا وجلادا في ناديه وغير موفق في المنتخب؟ وأعتقد أن نقدهم غير الموضوعي هو محاولة للتأثير عليه في المباريات القادمة لفرقهم أمام الهلال في الدوري المحلي، وخوفهم من سالم وزملائه من تكرار فوزهم وإقصائهم لفرقهم في المسابقات المحلية، كما حدث العام الماضي تحديداً، وفي العقود الأخيرة بشكل عام.
من حق اللاعب، أي لاعب في العالم، أن يرد على هذه الاتهامات والحملات الإعلامية غير الموضوعية، ولكل لاعب طريقته في ذلك، وفي الغالب تكون بشكل احترافي ومراجعة لمستواه وتصحيح أخطائه، وتقديم المزيد من المستويات الفنية المميزة في المباريات سواء في ناديه أو في المنتخب.
سالم الدوسري مع مجموعة الهلال يقدم في كل مباراة مستوى مميزاً، ويقود الفريق للفوز وحصد النقاط، وكلنا يعرف مستوى الفرقة الزرقاء التي يلعب معها، ناهيك عن الاستقرار والنجاح للمدرب ولإدارته الفنية والإدارية مع الفريق لسنوات، عكس الحال مع المنتخب السعودي الذي للأسف يتعرض لاهتزاز في مستوياته لم نشهدها من قبل لأسباب عديدة، ومن الظلم تحميل اللاعبين أو بعضهم مسؤولية الإخفاق في النتائج.
احتفالية سالم الدوسري بعد تسجيله لهدف في مرمى نادي الفيحاء قبل أسبوع، أظهرت أولئك من طورهم، وعاودوا الهجوم عليه ولم يجدوا فيه هذه المرة سوى طريقة احتفاله بالهدف الذي سجله عندما أخرج صورة له بمناسبة حصوله على أفضل لاعب في آسيا، وهذا الهجوم المتكرر يؤكد ما قلته من أن تباكيهم ليس لمصلحة وطنية، بل لنظرة متعصبة لأنديتهم للأسف.
في مباراة مثيرة وقوية قدم فريقا الهلال السعودي والعين الإماراتي أول أمس مباراة مثيرة وقوية للفريقين، تعتبر كلاسيكو الجولة بكل المقاييس من حيث المستوى الفني والأهداف المسجلة والحضور الجماهيري والاعلامي في تلك المباراة، سالم الدوسري كان على الموعد كعادته وسجل هاتريك هو الأول له في مسيرته الرياضية، ومن محاسن الصدف أن هذا المستوى والهاتريك لسالم أتى للرد على من حاول أن يشكك في قدراته الفنية كلاعب موهوب وهداف من الطراز الأول في هذه القمة الآسيوية الخليجية بين الاندية الكبار. سالم في المؤتمر الصحفي بعد المباراة قال إنه يركز عمله كلاعب محترف داخل الملعب، والأهم مساعدة فريقه على تحقيق الإنجازات، وأكد انه مع حق النقد للجميع ولكن بدون تجريح، ويا ليت أصحاب العقول المتعصبة يعون ويفهمون هذه اللغة.
شكراً لسالم وفرقة الهلال على هذا المستوى والنتيجة في مباراة صعبة أمام ند قوي هو العين الإماراتي ونجومه، وخاصة لاعبه النجم سفيان رحيمي الذي يقدم مستويات مميزة كعادته، وسجل هاتريك في هذه الموقعة، كما هو النجم والأسطورة السعودية سالم الدوسري.