بدر الروقي
لا أعتقدُ البتَّة أن هناك من يشكك أو يختلف في موهبة الكرة السعودية سالم الدوسري إلا من أراد التشفِّي؛ إمَّا لما يحمل من غيظ الميول، أو لما يعاني من وهم التعصب.
وأكثر ما يثير الاستغراب أن الذين حملوا سياط النقد تجاه سالم المنتخب هم أنفسهم الذين نثروا باقات المديح لسالم الهلال، وأنَّه اللاعب السعودي الأبرز، بل وتفوق على العنصر الأجنبي المدجج بالتجارب الواسعة والمحطات المختلفة.
مقصدهم هذا حتى وإن جاء من باب «المديح الذي يراد به الذم» فما هؤلاء إلا كالذي يخبط بنقده خبط عشواء، ويهرف بما لا يعرف.
النقد البنَّاء الهادف أمرٌ حسنٌ متى ما سَلِمتْ الغاية وصدق القصد، وكان هناك ارتقاء وانتقاء في الطرح والرأي؛ خاصة وأن الأمر يتعلق بمكتسبات وطن، ومنتج دولة انتُخب لتمثيل هذا البلد وتشريفه ممّا حتَّم على الجميع رياضيين وغيرهم الوقوف معهم ومؤازرتهم. نعم نحييهم عندما يقدمون ويبرزون، وننتقدهم على الإخفاق بالنقد الذي يُسخَّر لمصلحة التطوير وتعديل الأخطاء والوصول للمنافسة والمظهر المشرف.
سالم لاعب سعودي سجَّل لنفسه مجدا سيردد عقودا من الزمن؛ فأرقامه وحضوره كفيلان بذلك إذ إنه وعلى مستوى بطولات كأس العالم الأكثر تهديفًا وإسهاماً والأميز دوراً وحضوراً، سواءً مع منتخب بلاده أو ناديه.
نقول لسالم -ولتكن هذه رسالة مُحب-: في عالم كرة القدم تحتاج أن تكون نهماً لا تشبع من كتابة الأرقام وعدم الكف عن التهام الفرص المحققة.
ختامًا.. «اللبيبُ بالرسالة سالمُ».