دهام بن عواد الدهام
يقول الشاعر عبدالرحمن المرخان:
(نشري لها فستان وترقص لطهران..
ونمدها بالزاد وعضت يدينا)..
حالة من التجلي عاشها الشاعر في لحظات ما كانت تعبر عن واسع الطيف تجاه ما يحدث ويدور في بيروت تلك الفريسة التي راحت ضحية ارتماء أعمى في حضن الغير والذي تسبب لها بالألم والدمار، والذي صم أذنيه عن سماع صراخها وأغمض عينيه عن جراحها، لبنان هذا العضو من الجسد العربي في جغرافيته وامتداداته وأمنه كان أسيراً بلا إرادة جل أهله ومحبيه، وها هي نتائج تلك العلاقة السيئة يدفع ثمنها المواطن اللبناني الحر البسيط والدولة اللبنانية، في خضم هذا الألم تنهض الرياض وبتوجيه من قيادتها الحكيمة؛ من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين -حفظهما الله- بتقديم المساعدات الطبية والإغاثية لمساندة لبنان في مواجهة ما لحق بمنشآته الصحية وما حلّ بمواطنيه وممتلكاتهم ومنازلهم من دمار من العدوان الغاشم من الآلة العسكرية البربرية الإسرائيلية، وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين -حفظهما الله- بتسيير جسر جوي إلى لبنان، وأنا أسطر هذا المقال وصلت بيروت أولى طائرات الإغاثة ضمن هذا الجسر الجوي الذي سيَّره إنفاذاً لهذه التوجيهات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (والذي سيستمر لمدة 10 أيام) بما تحمله من المساعدات الإغاثية والإيوائية والطبية، هذه المساعدات الإنسانية هي امتداد لدعم المملكة في شتى القطاعات الإنسانية والإغاثية تجسيداً لدورها الإنساني الريادي الذي نهجت عليه المملكة، هذه المواقف الثابتة للمملكة هي ما تمليه عليها مواقفها الإنسانية العربية الإسلامية مهما كانت الأصوات النشاز الناعقة في الزوايا النتنة اللبنانية التي باعت وطنتيها بالوهم والضياع، وتبقى الأصوات الحرة الوفية للبنان أولاً وتثمينها وشكرها للمملكة على مواقفها الإنسانية ودعمها للشقيق لبنان لتجاوز محناته بسبب الارتهان لبعض مكوناته لقوى عاجزة عن فعل أي دور إيجابي في أرض الواقع وكل مكاسب لبنان من هذه التبعية الدمار والضياع، وفي ظل هذه الظروف وإضافة إلى ما صرَّح به السيد ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني نسمع أصواتاً وطنية مخلصة لبلادها لبنان التي تقر بالتقدير للمملكة لهذه المساعدات ممثلةً في مجلس التنفيذيين اللبنانيين وتثمين الدور بالجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها المملكة على كافة الأصعدة لمساعدة لبنان على الاستقرار، كما تؤكد مواقف المملكة للأشقاء اللبنانيين في داخل المملكة أنهم يعشون بأمن واطمئنان على كافة طوائفهم ما التزم الجميع بالأنظمة واحترام النظام، وهو الرد القاطع تجاه من يحاول من أطراف لبنانية فقدت مقوماتها وقدراتها بسقوط داعميها من العزف على حياة اللبنانيين في المملكة، تبقى بلادي وفية لالتزاماتها الإنسانية أينما تواجدت هذه الحاجة، وحفظ الله بلادي عزيزة شامخة.