د. جمال بن حسن الحربي
امتداداً للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين على مر العصور المراحل والتي تشهد في كل مرحلة تطوراً وازدهاراً على المرحلة التي تسبقها، وهذه دلالة كبيرة على توافق الحكومتين والشعبين الشقيقين.
ولعلي هنا أستشهد بما ذكره في إحدى مقالاته سعادة السفير السابق الدكتور علي عواض عسيري (بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المملكة، انطلاقاً من رؤيته الرائدة 2030، من تحقيق مُنجَزات عِظام اجتماعية واقتصادية، أعادت تشكيل صورتها الإقليمية والدولية. ويعود له الفضل في تشكيل منظور جديد لإقامة علاقات بين السعودية ومنطقة جنوب آسيا. وفي باكستان - خصوصاً - تحوَّل التركيز السعودي من تقديم الدعم المالي لها، إلى الاستثمار في تنميتها الاقتصادية).
وكأن ولي العهد قد زار باكستان في عام 2019، وتعهَّد بإقامة استثمارات بقيمة 20 مليار دولار في قطاعي الطاقة والتعدين. ومنذ تلك الزيارة، أكَّد في لقاءاته بالقادة المدنيين والعسكريين الباكستانيين في الرياض، دعْم المملكة المستمر لباكستان، وفي رؤيته الطموحة 2030، فُرَص اقتصادية عظيمة، على قادة باكستان وشعبها أن يجمعوا أمرهم سياسيّاً ويستفيدوا منها.
شهدت الأيام الماضية عدة اتفاقيات كبيرة جداً بين البلدين كان عنوانها الدعم والأخوة والمحبة حيث بدأ الأسبوع المنصرم مرحلته في توقيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أربعة برامج للتعاون المشترك مع الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، واللجنة الوطنية للتنمية البشرية، وجمعية الهلال الأحمر الباكستاني، وهيئة إعادة الإعمار والتأهيل بعد الزلازل في كشمير؛ بهدف بناء المجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية في جمهورية باكستان الإسلامية، يستفيد منها حوالي 360 ألف فرد بشكل مباشر و690 ألف فرد بشكل غير مباشر، بقيمة إجمالية تبلغ (14,223,762) دولارًا أمريكيًا.
يليها عقد منتدى الأعمال السعودي الباكستاني ـ 2024 بحضور معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ومعالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، وعدد كبير من رواد الأعمال والمستثمرين من الجانبين السعودي والباكستاني، لبحث الفرص الاستثمارية النوعية التي يزخر بها البلدان وجرى على هامش الملتقى التوقيع على عدد من مذكرات التعاون بين رجال الأعمال في البلدين شملت مجالات الطاقة والزراعة والأغذية والتعدين وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها من القطاعات الحيوية.
كما تجسدت أيضاً هذه العلاقات التاريخية عبر المناسبات الوطنية الرسمية التي تقام في باكستان تحت تنظيم سفارة المملكة العربية السعودية بقيادة سعادة السفير الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي حيث شهدت هذه الفعاليات مشاركات واسعة وفعالة ونماذج للمحبة والأخوة، فعلى سبيل المثال تم استضافة وحضور ومشاركة أعداد كبيرة من الأشقاء الباكستانيين في اليوم الوطني السعودي الذي أقيم في مدينة إسلام أباد العاصمة ومدينة لاهور حيث شهدت هذه المناسبة تكريم أحد رموز اللعبة الباكستانية الشعبية « أرشد نديم «والذي حصل على إنجاز عالمي الحائز على ذهبية رمي الرمح في أولمبياد باريس 2024،
اليوم.. نشهد ما تعهد به سموه من اتفاقيات على أرض الواقع تترجم عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.. أدام الله لهما الأمن والأمان والازدهار.