ناصر بن إبراهيم الهزاع
قد يتساءل البعض منا عن دور المرأة السعودية في هذا الوطن المعطاء تاريخيا، ونقول له إن لهن دورا كبيرا وعظيما قبل توحيد هذا الصرح الكبير(المملكة العربية السعودية) على يد المؤسس الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه)، حيث تركن بصمات ذهبية وحملن على أعتاقهن الأمانة العلمية حيث فتحن أبواب بيوتهن لتعليم الفتيات القراءة والكتابة وحفظ سور القرآن الكريم حتى ظهر التعليم الرسمي بعد توحيد وإعلان اسم المملكة العربية السعودية 1351هـ حيث انتشرت مدارس البنات في جميع مدن المملكة وتأسست الجامعات وواصلن تعليمهن ونلن شهادات جامعية، ومنهن من أكملن دراستهن خارج الوطن بتخصصات طبية وعلمية وعدن للوطن ليشاركن في هذه النهضة المباركة، وعلى سبيل المثال فإن د. سلوى العبدالله الهزاع واحدة من اللاتي واصلن تعليمهن وأبحاثهن خارج الوطن، بكفاح وغربة من أجل أهداف سامية ألا وهي خدمة وطنها حيث أنهت تعليمها العالي في طب وجراحة العيون، ولكن أمانتها العلمية والطبية أبت إلا أن تواصل أبحاثها في طب العيون حيث لها عشرات الأبحاث الطبية في العيون حتى أصبحت بدرجة بروفيسور، وواصلت بإلقاء محاضراتها في الجامعة لأكثر من ثلاثة عقود داخل المملكة وخارجها إقليميا ودوليا، إلى جانب عيادتها الطبية، ولدورها الكبير وخبرتها الطبية شاركت في كثير من الندوات والمؤتمرات الطبية سواء بداخل المملكة أو خارجها، ولمكانتها العلمية تم ترشيحها عضوا بمجلس الشورى في أول دورة لدخول المرأة السعودية بالمجلس، ولا ننسى أن والدها عبدالله (رحمه الله) له دور كبير ومساند بمواصلة تعليمها العالي، ووالدها من الرعيل الأول الذين درسوا في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الستينيات من القرن الماضي، وأنهى دراسته الجامعية بأمريكا (ماجستير هندسة مدنية) وكان رجلا سابق عصره بإصراره وحبه للعلم لتعليم بناته خارج الوطن، والدكتورة سلوى واجهت كثيرا من العقبات كغيرها من السعوديات اللاتي واصلن تعليمهن خارج الوطن. ولكن ذلك لم يثنها عن أسرتها ورعايتها لأولادها، ود. سلوى تسعد كثيرا وهي ترى المرأة السعودية تحمل شهادات عليا وتتولى مناصب قيادية داخل الوطن أو خارجه حيث أبدعن وأثبتن دورهن الريادي بذلك، سواء في الاقتصاد والمال أو الطب أو الهندسة أو القانون وغيرها من التخصصات العليا.
نحن أمام شخصية (د. سلوى الهزاع) كانت وأبدعت لتترك أثرا كبيرا لهذا الوطن وهي تسابق الزمن من أجل أهداف سامية تتوافق مع الرؤية 2030م لخدمة المجتمع، حيث قامت بإنشاء شركة طبية غير ربحية (سدم) من أهدافها الطبية (فحص مرضى سكري العيون) بالذكاء الاصطناعي لكبار السن وغيرهم من أبناء الوطن ومن يقيم على أرضه، حيث تم فحص أكثر من خمسة وعشرين ألف حالة، وتم علاجها وفق أحدث الأجهزة الطبية الحديثة، وهي شركة تخدم بالمناطق النائية التي يصعب على المرضى الوصول الى المستشفيات التخصصية، وهو الجهاز الوحيد الذي يستخدم بمنطقة الشرق الأوسط مما جعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول الأوروبية في استخدام التقنيات الطبية الحديثة، إذاً نحن أمام قياديات يسابقن الزمن بعلمهن ومواقعهن القيادية بما يتوافق مع الرؤية 2030م ليتركن بصمات ذهبية لهذا الوطن المعطاء. وبالله التوفيق.