سلطان مصلح مسلط الحارثي
في لقاء مثير على مستوى دوري أبطال آسيا للنخبة استطاع فريق الهلال أن ينتصر بخمسة أهداف على فريق العين الإماراتي، برغم الظروف التي مرت على الزعيم الآسيوي قبل اللقاء، حيث غاب حارسه العملاق ياسين بونو بداعي الإصابة، وهو مركز ثقل في خارطة الفرقة الهلالية، وبالتأكيد إن غيابه مؤثر، كما أن أحداث المباراة نفسها كانت صعبة على الفريقين، إلا أن زعيم آسيا وكبيرها الأوحد، استطاع التغلب على ظروفه، وظروف المباراة، وأخطاء التحكيم الواضحة والفاضحة، وفاز بخماسية كانت ثقيلة على فريق العين وأنصاره، وزلزلت أركان زعيم الأندية الإماراتية، كما أنها أعادت لبعض الجماهير التي تنتمي لفرق سعودية، ذكريات مؤلمة مع واقع هلالي، كان عنوانه «خماسيات الهلال» التي أدمى من خلالها شباك كبار الأندية السعودية والخليجية قبل صغارها، ولذلك لم نستغرب صراخ وأنين بعض الفئات الرياضية، التي اعتادت على تلك المناحة.
كوارث الدفاع الهلالي تحتاج إلى وقفة
يمر دفاع فريق الهلال في هذا الموسم بحالة ارتباك شديد، وضعف واضح لمن يهتم بتفاصيل الحالة الفنية للهلال، فقد استقبلت شباكه خلال هذا الموسم 13 هدفاً من 13 مباراة، بمعدل هدف في كل مباراة، وأمام فريق العين الإماراتي استقبلت شباكه رباعية كانت كارثية بحق الهلال، الفريق الذي نجزم بأنه وصل لمرحلة تجاوز من خلالها القارة الآسيوية، وأصبح اسمه بجانب كبار أندية العالم، ولذلك لم يكن مقبولا بأي حال من الأحوال استقباله لرباعية من فريق ليس نداً للزعيم، ولا مقارباً له.
نعود للاحصائية السابقة ونقول إنها كافية للتأكيد على أن دفاع الهلال يعاني من خلل واضح في هذا الموسم، وهذا يوجب على القائمين على فريق الهلال، معرفة أسباب الخلل ومعالجته بشكل سريع، فالهلال الذي نعرفه لا يمكن أن يكون دفاعه بهذا الضعف والارتباك، خاصة ونحن نتحدث عن لاعبين دوليين، ونجوم كبار يلعبون في هذا المركز، فلماذا تراجع أداؤهم؟ وكيف يعودون؟.
المشجع الهلالي يثق في قدرة مدرب فريقه البرتغالي جيسوس، وهو يستحق تلك الثقة، إلا أن استمرار المشكلة منذ بداية الموسم، تعطي مؤشراً غير جيد لأداء الدفاع، ويعبر عن حالة غير مستقرة في الفريق الذي سيمثل المملكة في المحفل العالمي بنهاية الموسم الحالي.
احموا سالم مثل حماية ماجد
في مباراة الهلال والفيحاء، وبعد أن سجل هدفه الأول، وهدف فريقه الثالث، اتجه أفضل لاعب آسيوي، وأسطورة كرة القدم السعودية، وقائد منتخبها، الكابتن سالم الدوسري، إلى مدرج فريقه، حاملاً صورته وهو يتوج بجائزة أفضل لاعب آسيوي، والتي حققها قبل موسمين.. احتفالية عادية جداً، ولا يوجد فيها إساءة لأحد، ولا استفزاز لأي فريق أو جماهير، ولكن ما حدث بعد هذه الاحتفالية من «صراخ وعويل»، وصل حد الإساءة والتطاول على نجم المنتخب السعودي وقائده، من قبل فئة إعلامية وجماهيرية، لا يمكن فهمها، ولا تبريرها، إلا إن كانت تلك الفئة لديها «معاناة» خاصة، لا يفهمها إلا من جرب «الخلط السالمي». وإن كان للجمهور عذر «العاطفة»، فكيف نوجد العذر لمن يُقدم على أنه إعلامي؟ هنا يجب أن نتوقف ونسأل المسؤول: هل أنتم معنا؟ هل تسمعون وترون؟
ما حدث لقائد المنتخب السعودي خلال الأسبوع الماضي تجاوز كل الحدود، ويجب أن يُضرب بيد من حديد تجاه المتجاوزين، لنحمي نجوم منتخبنا من قبل فئة تهتم بأنديتها أكثر من منتخبنا، ولعلنا هنا نتذكر كيف كان يُحمى قائد المنتخب السعودي الكابتن ماجد عبدالله، والذي وصلت حمايته حتى داخل الملعب «على لسان زملائه اللاعبين»، فلماذا اليوم لا يُحمى نجومنا؟ بل نحن نطالب بنصف الحماية السابقة لنجومنا الحاليين، والحماية التي يطالب بها الجميع، هي الوقوف ضد كل إساءة توجه لأحد نجوم المنتخب السعودي.
تحت السطر
- مازال الاتحاد الآسيوي يصر على أن يختار لمبارياته الكبيرة والمهمة حكاماً أقل من أن يديروا مباريات بحجم ثقيل وفيها تنافسية عالية، وما فعله حكم مباراة الهلال والعين، يؤكد على أن لجنة الحكام الآسيوية لا زالت تعيش في تخبطات كبيرة.
- يبدو أن الحل مع مدافع فريق الهلال علي البليهي هو وضعه على دكة البدلاء حتى نهاية عقده، خاصة أن بديله حسان تمبكتي يقدم نفسه بصورة رائعة، ويستحق أن يكون الأساسي بجانب كوليبالي، وهذا الأخير يحتاج للفت نظر حيال بعض تصرفاته وارتباكه الواضح في بعض المباريات الكبيرة.
- لولا أخطاء الدفاع الهلالي الكوارثية، لكانت نتيجة مباراة الهلال والعين ساحقة وربما غير مسبوقة على مستوى القارة، ولكن الارتباك الذي كان عليه الدفاع غريب، ومكمن الغرابة أن قلبي الدفاع لاعبان خبيران، ولهما ثقلهما في المنتخب السعودي والسنغالي.
- «واثق من أن الهلال سيواجه تحديات، وأتمنى أن يواجه تحديات»، كانت هذه الجملة من ضمن حديث مثير، ذكره المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين النيجيري ايمينالو، في بودكاست أجنبي، وقد أثارت الوسط الرياضي، والهلالي تحديداً، فتلك الجملة التي عبر من خلالها «مسؤول» عن «أمنياته» بأن يواجه الهلال «تحديات»، لم تكن موفقة، وتفسيرها الوحيد كان واضحاً، خاصة أن المسؤول أكد دعمه لبعض الأندية التي تحتاج «مساعدة»، وبالربط بين «أمنياته» وبين «مساعداته»، نخرج بأن هذا المسؤول وقع في المحظور.. الأمر المثير في حوار المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين والمسؤول عن اللجنة الفنية في الرابطة ايمينالو، هو منح الأفضلية المطلقة للاعب فريق النصر بروزوفيتش في الموسم المنصرم، فكيف بنى ايمينالو رؤيته الفنية؟ وعلى ماذا استند؟ وماذا قدم بروزوفيتش مع فريقه حتى يكون الأفضل؟ وماذا حقق مع فريقه حتى يُمنح الأفضلية؟.