محمد الخيبري
منذ بداية الموسم الرياضي الحالي وحالة الفوز واللا تعادل واللا خسارة تلازم الفريق الأول بنادي الهلال بقيادة مديره الفني «الداهية» جورجي جيسوس، والذي أثبت أنه يقدم عملا فنيا مميزا حطم من خلاله الأرقام القياسية وما زال يسعى جاهداً لتحطيم أرقام أخرى وبكل قوة.
الهلال وبعد تحقيقه بطولات الموسم الماضي المحليّة وبعد خروجه غير المتوقع من المعترك الآسيوي الأكثر أهمية، والذي صاحب ذلك الخروج بعض الظروف والمتغيرات والمنعطفات الفنية التي أدت لخروج كبير آسيا وسيدها على الرغم من أن خروجه كان مشرفاً نظراً لخروجه فائزاً في آخر مباراة وخاسراً في مجموع لقاء الذهاب والإياب بفارق الأهداف من أمام فريق العين الإماراتي.
وعلى الرغم من أن ذلك الخروج لم يؤثر سلباً على مسيرة الهلال بالدوري وبطولة كأس الملك والتي اقتنصها الهلال بعد مباراة دراماتيكية مع غريمه الجغرافي النصر، إلا أن الهلال كان مثار جدل واسع في البرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي والذي رُبط من خلاله الخروج الآسيوي وتحقيق البطولات المحلية بتواجد التحكيم النزيه.
وعلى الرغم من أن الهلال هو الفريق الذي طلب طوال الموسم «طواقم» أجنبية بالكامل لقيادة مباريات الدوري وعلى الرغم من سوء التحكيم الآسيوي، والذي تضررت منه منتخباتنا الوطنية والأندية السعودية التي تشارك آسيوياً إلا أن الهلال يكون دائماً عرضة للاتهام «بمحاباة» التحكيم طوال الزمن.
وعلى الرغم من الردود القاسية التي يرد بها الزعيم من أرض الملعب على كل منتقديه ومتهميه إلا أن الأصوات تتزايد واختلاق القضايا يتنامى دون توقف.
سلسلة الفوز التاريخية الأطول في العالم التي حققها الهلال لم تكن شفيعاً له لاعتراف بعض المؤثرين بالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بقوته وتميزه وتميز أجهزته الفنية والإدارية بل أن إنصاف الهلال في الغالب يأتي من الخارج وعلى مستوى الصحافة والإعلام العالمي.
والمريح في الجانب الجماهيري للهلاليين والإعلام المهتم بالشأن الهلالي أن الرد الهلالي يأتي من أرض الملعب بالكم الهائل من الإنجازات، وحصد لاعبوه ومدربه الجوائز تلو الجوائز.
مؤخراً، كان لخروج منتخبنا الوطني متعادلاً مع المنتخب البحريني الشقيق في المباراة التي احتضنها إستاد الملك عبدالله في مدينة جدة ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم أصداء جماهيرية إعلامية واسعة نظراً لوجود ضربة جزاء سعودية مهدرة من نجمه وقائده الكابتن سالم الدوسري.
لم يكن انتقاد سالم الدوسري بالشكل المنطقي بل بالغ بعض منتقديه بحدة النقد وجنح البعض للتنمر والإساءة الشخصية له بل أن بعض الانتقادات طالت حياته الشخصية وسلوكياته وأسلوب حياته بكل أسف.
وفي علم وعالم كرة القدم غالباً ما تكون الانتقادات بكل أشكالها وأنواعها إما أداة هدم أو لقاح نجاح وهو ما تميز به الهلال ونجومه في تحويل الانتقادات والإساءات إلى لقاح نجاح ومصدر من مصادر التميز، والشواهد كثيرة من أهمها الوضع الفني الحالي للهلال ونجومه.
وكان أحد ردود الفعل القوية من أرض الملعب نتيجة المباراة التاريخية التي حققها الهلال ونجومه في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة من أمام العين الإماراتي في المباراة التي أقيمت على أرض ملعب هزاع بن زايد في الإمارات وكسبها الهلال بنتيجة كبيرة قوامها خماسية تاريخية في شباك الزعيم الإماراتي.
وكان للأسطورة الآسيوية الكبيرة سالم الدوسري النصيب الأكبر من الأهداف الخمسة، حيث أحرز ثلاثة منها وبطريقة أساطير اللعبة بالعالم. وأعتقد أن سالم بالغ في رده أسوة بمبالغة منتقديه وتجريحهم وأثبت أنه النجم الأكثر نضجاً في ملاعبنا السعودية وأثبت أن إحراز وضياع ضربات الجزاء جزء من حياة لاعب كرة القدم وإن تكرر التسجيل والإهدار إلا أن النجم المميز لا يمكن أن يثنيه ضياع ركلة جزاء ولا سياط منتقدين ومسيئين.
الهلال ومن خلال ما نشاهده ونتابعه في مسيرته في البطولات في هذا الموسم يؤكد أن هناك عملا فنيا ضخما وتم العناية بمحترفيه من كل جانب على الرغم من انخفاض المستوى الفني لبعض نجومه، وتعرض البعض الآخر للإصابات والإيقافات وتعرض الفريق بالكامل للمتغيرات والظروف الفنية التي تطال كل فرق العالم إلا أن استدامة الانتصارات أمر واقع يجب الاعتراف والإشادة به.
الهلال يجبر حتى منتقديه وكارهيه، ولن أبالغ إن قلت الحاقدين والناقمين عليه للوقوف احتراماً له والاعتراف بحضوره القوي وتميزه وإن كان على مضض، وهي الحقيقة الحتمية التي إن رضي من رضي بها أو أنكرها فهي واقع لابد من تصديقه.
قشعريرة
تمكنت الفرق السعودية المشاركة ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة من إحراز الفوز في مبارياتها خارج المملكة، حيث فاز الأهلي على الريان القطري على أرضه وبين جماهيره، وفاز النصر على الاستقلال في أرض محايدة، وتمكن الهلال من إلحاق هزيمة تاريخية في عقر العين الإمارتي ووسط جماهيره الغفيرة. هذا الحضور الكبير والمشرف لأنديتنا مؤشر جيد لجودة كرة القدم السعودية التي استحوذت على اهتمام العديد من الأوساط الرياضية في أصقاع المعمورة.