عطية محمد عطية عقيلان

* ومن الحب ما قتل الغير

في تراثنا مقولة «ومن الحب ما قتل» والتي تحكي قصة حصلت مع الشاعر عبدالملك الأصمعي، وهي قصة طويلة نصح فيها الأصمعي أحد العشاق الذي لا يستطيع الصبر وكتمان حبه، بأنه لا ينفع له إلا الموت، وفعلا ينفذ الشاب المحب نصيحته ويقتل نفسه، وذهبت مثلا لقائلها الأصمعي «ومن الحب ما قتل».

ولكن الممرضة الأمريكية كريستين جلبرت، قامت بعكس ذلك، فبين عام 1990 و1991م، قامت بحقن 30 مريضا بمواد أدت إلى وفاتهم، وتم اكتشاف أمرها بعد ملاحظة اختفاء المواد المخدرة من قبل أحد الأطباء، وبعد تدقيق ومراقبة تبين أن الممرضة كريستين تسرقهم من أجل قتل المرضى، والمؤلم أن سبب قيامها بذلك هو مقابلة حبيبها الذي يعمل في ثلاجة الموتى، وقد حكم عليها بالسجن مدى الحياة، الخلاصة حتى المحبين نالهم التحديث، وأصبحوا يضحون بالآخرين وليس بأنفسهم.

* أوركسترا سعودية في قلب لندن

الموسيقى لغة عالمية لا تحتاج إلى مترجم أو لغة مشتركة، واستطاعت وزارة الثقافة التي تتميز بنشاطها الثقافي والفني الفريد من نوعه، والتي تعمل على مسارين داخلي للجذب السياحي، سواء عبر معارض ثقافية كمعرض الرياض الدولي للكتاب أو مبادرات برامج ثقافية مثل منتدى الأفلام السعودي، أو برنامج صناع الأفلام، ومن ضمن المبادرات في عام 2021م تم إنشاء فرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، لتمثيل السعودية في المحافل المحلية والدولية، وكان لها أثر إيجابي عبر جولاتها الخارجية في باريس ومكسيكو سيتي ونيويورك ولندن لتكون نموذجا ثقافيا يعرف بالمملكة وما تحتويه من ثقافة متنوعة، وهي من باب الجذب للسياح في مختلف العالم لتجربة السياحة الداخلية والتمتع بالتنوع الثقافي والفني والموروث في المملكة بمختلف ألوانه ومناطقه، وهي ترجمة لرؤية 2030 لتكون المملكة على خارطة السياحة العالمية ومقصدا سياحيا متنوعا ويلبي كافة الأذواق في ظل أمان واستقرار وبنية تحتية متكاملة.

* المدرب للأقوال لا للأفعال

من المواقف الطريفة في حياتي العملية، أنه اثناء تسجيل رسالة صوتية باللغة الإنجليزية، واجتهاد المذيعة لصوغها والقاها بطريقة جميلة، إلا أن العميل لم يعجبه أي طريقة الأداء رغم كثرة الاعادة، بما جعلها تطلب منه أن يقول الرسالة بالطريقة التي يريدها، فقال لا أعرف، الخلاصة أن كثيرا من يمارس ذلك وأحيانا من غير قصد وبشكل طبيعي، فنقوم بدور مدرب كرة القدم كثيرا في حياتنا، فالمدرب يضع الخطط ويقوم بالتوجيهات ويمارس التنظير كثيرا على لاعبيه ودوما يجد المبررات، طبعا دون أن يمارس الرياضة او اللعب في المباراة، وعمله يقوم فقط بالتوجيه واللوم والعتاب، وكثير من المدربين أصحاب الإنجازات مع أنديتهم التي يدربونها مميزة وفريدة، عكس مسيرتهم عندما كانوا لاعبين، لذا قد يجيد بعضنا الكلام والتوجيه والتنظير، والبعض الآخر يجيد التنفيذ والعمل بدقة، وغالبية المنظرين وخاصة محللين كورة القدم والاقتصاديين والسياسيين تحمه المصالح والشعبوية لجذب أكبر عدد من المتابعين.

* ما جاز لي

تعدد ألوان السيارات والمنتجات واختلاف اشكالها وموديلاتها، هي من باب أن ذوق الناس وتقبلهم يختلف من شخص لآخر، وما يجذبك قد لا يعجب الآخرين، دون انتقاص أو سوء في المنتج، وهذا يأخذنا إلى العلاقة بين الناس، فيما يعجبك شخصيته وفكره قد لا يروق لآخرين، وهناك كلمة شعبية جميلة تختصر ذلك «ما جاز لي» أي أنه لم يعجبني أو يجذبني ليس لسوء أو عيب فيه ولكن ليس هناك توافق أو جاذبية بيننا، فهي مهمة لنا أن نتنبه بأننا أحيانا لا نرغب أو يرغب الآخرون في توطيد العلاقة معنا، ليس لعيب ظاهر ولكنها لعدم التوافق والألفة بيننا.