علي حسين (السعلي)
دعونا نستمتع بالنص الأدبي دون حذلقة ولا فلسفة بلغة فيها الكثير من العسف والخسف والكسوف
نريد نصا نستنشق عبقه لا نريد نصا يزيدنا متاهة الاستمتاع بالنص أولا وعاشرا، هذه متعة القارئ وليس فرد العضلات
نريد نصا يفرحنا يحزننا يجعلنا نفكّر ، نريد نصا أدبيا يفهمه القاصي والداني ، ويقرؤه الناقد والمتلقي والقارئ..
دعونا نشعر بلذة النص منذ رشفته الأولى.. وأنت أيها القارئ لا تنتظر من أحد أن يفسد عليك جمالية تلقيك للنص ، واعلم يقينا أن أغلب ما ستقرؤه هو عصرة أولى بِكر في أولى تجاربه، صحيح أن هذا له ما له وما عليه لكن يقينا أن في النص ما يستحق أن نستمع له ونرقص لإبداعه فرحا..
اتركوا النص يسكرنا حتى الثمالة..
وأنت يا قاضي المفردات وجلادها، والفيلسوف والمتغابي، والحاذق والمتحاذق ، إن لم تفهم النص بعد قراءته مرة ومرتين فقد قتلت متعة النص وجماله في روحك ..
القراءة ثلاثا ثم بعد ذلك سمّ ماشئت ، المسألة هي ولوج القارئ من الباب إلى النص لا يحتاج وصية لصديق كي يدلّه ، على الباب ليدلف إليه ! كلامنا لفظ مفيد كاستقم ..
فلا نحمّل مثلا الشِعْر أكثر مما يحتمل، فحين يكتب الشاعر نصا ، فهو يريد من الجميع أن يتفاعلوا معه في قراءته الأولى .. فالشعر هو فلسفة وإبداع، ولعبة جمالية وعقلية مضطربة، هو مجموعة من الأفكار والقيم والعادات، وهو حالة ثقافية مهمة في مجتمع من المجتمعات، هو الغوص في بحر القوافي واستخراج جواهر الكلمات وصدف الحروف، هو النور الذي يقتبس منه قناديل الفرح وأوّه إذا حزن !
الشعر : حالة سيكوجية يتقنها الفنان الشاعر، يسطر فيها صفاء نفس، ومرآة واقع تستجليه من إضمامته، وتجعل القارئ والمتذوق والناقد يقف مشدوها لبوحه ونوحه..
الشعر : قامة سامقة كالنخلة تتساقط على الآخرين رطبا جنيا، وهو عجينة ملساء يشكلها الفنان الشاعر كيفما يشاء !
من يحقق الغاية يبسط لها مشروعية الوسائل، هو الشعر إذن غايته تحقق الوسيلة ومَنْ غير الشعراء الشباب يستخلص كل ما ذكرت آنفاً؟!
فالقارئ يحتدم صدور القوافي غيرة، ويلثم الشعر وشاحا من بياض
عفوا دعوني من هرطقات القاعات وما يدور فيها من يباس الحروف ونفاذ القيم الجمالية في الشعر قد يكون من بينهم من يحمل أنوار البراءة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا من يزيل آثار الجريمة في أي ملتقى للشعر ؟ ولو بقنينات العطور العربية !
إن الشعر أيها القرّاء الكرام هو :
أكثر فلسفة وأكثر جدية من التاريخ لأنه يتعامل مع الكون بينما التاريخ يتعامل مع الأحداث
حسنا هنا الشعر لا يهتم بماذا حدث ؟ ولكن بماذ يمكن إن يحدث ؟
أنا مفتون بما يقوله المبدع (أرسطو طاليس) في كتاب الشعر
جملة أستوقفتني كثيرا وأنا أتصفح نهما هذه المقولة فالمستحيل المتوقع أجمل وأبهى وأغزر معرفة من الممكن غير المتوقع فالأنماط يجب ألا تكون على أساس ما هي عليه في الطبيعة ولكن أفضل أو أسوأ أو كما ينبغي فالنمط لايكون هو ما نراه أو نعرفه في الحياة ولكن في وضع يفوق ما نعرفه أو نتخيل فجميل من وجهة نظري أن نجمع بين المآسي والجمال من خلال أنماط الإنسانية.
سطر وفاصلة
لي في كل محفلٍ أعياد
وفي كل بقعة ضوءٍ أمجاد
لكن قلبي حين هزّت بكحلها
سابحا وفي عينيها منقاد
يا حسناء الكون أنتِ مَن ؟
قتلتي برمشك الشاعر الصيّاد