د.عبدالعزيز الجار الله
التجربة الصعبة التي عاشتها المملكة مع دول العالم جائحة كورونا (كوفيد - 19) بين عامي 2020 - 2021 حيث عاشت كل الدول حصارا توقفت فيه مصانع الأدوية عن التصدير، وتعطلت التجارة البحرية الدولة والطيران والتجارة البرية بين الدول مما أدى إلى تهديد الأمن الدوائي والغذائي وعرف العالم نقصا حادا للدواء والاحتياجات اليومية، كما أن الحروب في أوروبا الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 أصبح هناك خلل في إمدادات النفط والقمح وبعض المنتوجات، وهذا ألقى بمخاوفه على جميع الدول ومنها المملكة التي سعت إلى إجراءات في الأمن الغذائي والدوائي، كذلك الحاجة إلى أهمية مكافحة الأمراض بسبب عدوى الفيروسات الموسمية المعدية والعنيدة التي تصيب الإنسان، وأيضا الحيوان من النوع الذي ينتشر سريعا وتؤثر سلبا على الثروة الحيوانية، وبخاصة التي تنتقل إلى الإنسان بواسطة الحيوان، مكافحته باستمرار حتى لا تكون فيروسات وأمراض مستوطنة دائمة في المملكة .
لذا شهد ملتقى الصحة العالمي (الاستثمار بالصحة)، الثلاثاء 22 أكتوبر 2024، شهد توقيع اتفاقية نهائية لتوطين بعض بنود الإنسولين، برعاية وزير الصحة الأستاذ فهد الجلاجل، وحضور وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، ووزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر الخريف.
وكان ذلك في النسخة السابعة من ملتقى الصحة العالمي، الذي انطلقت أعماله، يوم الاثنين، 21 أكتوبر 2024 في الرياض،واستمرت أعمال الملتقى حتى 23 أكتوبر 2024 .
وتأتي هذه الاتفاقية بالشراكة مع الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو)، وشركة سدير الطبية، وشركتي سانوفي الفرنسية ونوفونورديسك الدنماركية، حيث تضمّنت توطين ما بين 6 إلى 7 بنود من منتجات الإنسولين، وهو ما يعكس جهود المملكة في:
- تعزيز قدراتها الإنتاجية، والتزامها في خلق بيئة استثمارية جاذبة.
- تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للصناعات الدوائية بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية.
- تسعى الاتفاقية إلى تعزيز جهود المنظومة الحكومية؛ ممثلةً بوزارات الصحة، والاستثمار، والصناعة والثروة المعدنية في توطين الصناعة الطبية والدوائية.
- الإسهام في تحقيق الأمن الدوائي والصحي في المملكة.
- تعزيز ريادة المملكة في الصناعة الطبية والدوائية بما يتواكب مع الاحتياجات والمتطلبات الدوائية فيها.
- تحسين جودة الرعاية الصحية عبر ما يشهده القطاع الصحي من مرحلة تحوّلية.
كما أعلنت في 22 أكتوبر 2024م هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار في ملتقى الصحة العالمي 2024، عن مبادرات وطنية مهمة تهدف إلى مواجهة التحديات الصحية وتحسين جودة الحياة. عبر الخطوات التالية:
- أطلقت الهيئة مهام وطنية لتقليل الإصابات بالأمراض المعدية وغير المعدية بنسبة 50 % خلال السنوات العشر القادمة.
- الحد من الأمراض وتحسين الرعاية الصحية للمجتمع السعودي.
- إطلاق تحالفين بحثيين يدعمان الأبحاث في مجالات أمراض السرطان والأمراض المعدية.
- إيجاد حلول جذرية للتحديات الصحية عبر تخصيص 120 مليون ريال لدعم أكثر من 100 مجموعة بحثية من القطاعين الخاص والعام والجامعات.