أمضى المنتخب ما يقارب 10 أيام منذ خسارته بالتعادل من أمام البحرين، وقبله اليابان، وحتى الآن لا نعلم عن مصير المنتخب مع مانشيني، وهو الذي سيلعب مباراتين مصيريتين أمام أستراليا وإندونيسيا خارج الديار بعد ما يقارب 3 أسابيع.
لم أكن أبالغ حين قلت الأسبوع الماضي إنني لن أستغرب إن تأخرت الإقالة وتأخر إيجاد البديل، حتى وهم يشاهدون مستوى العلاقة التي وصل إليه اللاعبون والجماهير والإعلام مع مانشيني، فهم لا يحركون ساكناً ولم يستوعبوا حتى الآن صعوبة المرحلة وخطورتها على المنتخب، حتى وإن قال السيد المسحل إنهم لا يمكن لهم الصبر أكثر. ولكن الواقع يعطينا عكس ما قاله.
لا يهمنا تكلفة إقالة مانشيني ولا تعنينا الشروط الجزائية وقانونية تلك الإجراءات، فاتحاد المسحل هو المعني بحل كل تلك المشاكل، وليس مطلوباً مني كمشجع للمنتخب أن أحمل هماً سوى أن يعود المنتخب ويتأهل للمونديال القادم، فليس دوري أن أفكر بمشكلة لست أنا من صنعها، لذا فالعراقيل والصعوبات التي تحيط بالمنتخب مع مانشيني الآن يجب أن تكون قد انتهت منذ وقت مبكر، وأن نرى المدرب الجديد حاضراً لمباريات الدوري منذ الأسبوع الماضي، ولكن كل هذا التأخير يوحي لنا بأنهم ما زالوا في ورطة الشروط الجزائية لإقالة المدرب وأن المدرب «العالمي» الذي يريدونه لم يحصلوا عليه بعد، وهذا يؤكد أن الاتحاد لم يضع ضمن خياراته مدرباً وطنياً يقود الدفة وهو الذي وثق به في المنتخبات السنية، والمنطق يفرض علينا أن نقبل بالمدرب الوطني الآن أو مدرب سبق له العمل مؤخراً في الدوري كخطوات إنقاذ لكسب الوقت، ولكن ما العمل إن كان اتجاه اتحاد المسحل يسير عكس المنطقية في عدة أمور آخرها ملف مدرب المنتخب.
ما أنا مؤمن به أن منتخبنا خسر كل مكتسباته مؤخراً بعد سنين كان يمتلك فيها الكثير من المكاسب التي خسرناها بشكل سريع مع الاتحاد بدءاً من تعامله مع رينارد عند طلبه المغادرة، ومعالجة الأمر بعد رحيله واختيار البديل والتعامل معه وكيفية تصريفه حتى وصلنا لما وصلنا إليه، ولا ندري متى ستنتهي هذه الغمامة مع اتحاد يعشق التأني في كل ملف حتى بات لم يعد يفرِّق بين الملفات العادية والطارئة.
رسالتي
أن تندم لما فعلت خيرٌ من أن تندم على شيء لم تفعله، فأن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي أبداً، الغضب على المنتخب تم ترحيله ولم يرحل، المعسكر القادم قد اقترب وحينها ستكون ردة الفعل عند أي تعثر قادم أشد وطأة مما كانت عليه، والمطالبة بالرحيل ستطال مانشيني إن بقي ورحيل من أتى به أيضاً.
** **
محمد العويفير - محلِّل فني
X: owiffeer