د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
تستحق وزارة الصحة وطواقمها الصحية خمائل حفاوة غزيرة حيث توجهاتها المبصرة المتواكبة مع متطلبات المجتمعات التي تنشد الحيوية واليقين النفسي والصحي؛ ودائما ما نرى وزارة الصحة وقورة في حراكها متميزة في مقاصدها تظفر غزيرا بغنائم الدعوات ممن تعتريهم عوارض صحية فتُبذلُ لهم الطاقات، ولم تكن وزارة الصحة بمعزل عن التباري والتباهي الذي تشهده بلادنا الحبيبة في كل مجالات الحياة فكان لها حراك مقدَّر موقر لافت حين الفترة من 21 -23 من شهر اكتوبر الجاري عندما بسقتٍ وتجلّت وزارة الصحة وأقامت ملتقى الصحة العالمي على أرض المعارض في بلدة ملهم الجميلة الوادعة؛ ولأن الملتقى جدير بالثناءات فهو هناك كشاف ومجهر حول تكامل التخطيط، وتفوق التنفيذ وإدارة منصات الابتكارات الطبية وإبراز مواقعها وتحفيز أصحابها ليحملوا مشاعلها للزائرين!
فهناك في ملتقى الصحة العالمي استقبال حافل لصحة المواطن الإنسان وبالمهنية العالية التي عُرضتْ من خلالها كل التشكيلات الصحية المصنوعة والمبتكرة التي تصبُّ في عمق النظرة المستقبلية لبناء المجتمعات السليمة والقادرة على الإسهام في التنمية المستدامة، كما أن الندوات والطروحات المصاحبة كانت وافرا من فيض عقول أبحرتْ في المجالات الصحية فاهتزتْ وربتْ؛ ولم تكن وزارة الصحة لترتقي سلما صعبا حيث حددَّت إحداثيات الملتقى وفق النظرة الكلية لأهمية الصحة؛ فوصل الملتقى بفضل الله ثم بتلك الجهود إلى مستويات عليا من الإبداع والإتقان وكانت بيارق الاستثمار في الصحة تصطف ملوحة لمن يمتلكون ذلك النهج ويبدعون فيه ممارسة وفهما!
ولقد احتوى الملتقى مفهوما سعوديا للتنظيم الذي تجلّتْ خلاله كل الأبجديات المرسومة ؛فارتسمتْ خلاله مكاييل من الانسيابية المتدفقة بشاشة، فكان كل من التقينا في المكان يرسم لنا في ملامح ذلك المساء بدايات فاخرة لمستقبل صحي جميل، ومصفوفات من الترحيب عن وعي بالهدف والمستهدف حين الاستقبال الودود عند البوابات، يحيطها اصطفاف مبهر دقيق داخل أروقة الملتقى، ونحن كمن يُحملُ فوق الهوادج احتفاء حين نتوقف وحين نستمع لنستوفي المعرفة ! فرغم كثافة الأعداد إلا أنها تبددتْ أمام مراكب الشغف وجودة المعروضات من الابتكارات الصحية؛ فلكل نصيبه المماثل من الأعمال المتقنة والاقتراب الصحي المحمود ! فالبشرُ هناك يتألقون فرحا بالمنجز ويستشرفون ما وراءه فتلك شركة الصحة القابضة تتصدر وتصدر تاريخ الصحة في المستقبل ونحن مازلنا في الحاضر؛ والجهود المشهودة من الوزارات المعنية والجامعات والهيئات الصحية والمستشفيات التي تبارتْ والمستشفى الافتراضي وذلك سبق وتوق وعناق مع أثير الحاضر الرقمي!
وملتقى الصحة العالمي إنما هو خطط عميقة لحيازة مفاتيح الوقاية ومن ثم البحث عن جودة الخدمات المقدمة في المجال الصحي بأساليب وطرائق حديثة!
والحقيقة أن ملتقى الصحة العالمي استزراع لثقافة تخصيص الخدمات الصحية وصور مضيئة للنموذج الحديث في المشغل الصحي، ويردف ذلك كله دقة في المعلومات لزائر الملتقى من خلال الخدمات الرقمية المتطورة التي تقف عليها العقول السعودية المنظمة؛ فوزارة الصحة بكوادرها وقطاعاتها تمكنتْ بفضل الله من صياغة الخطاب التنظيمي بكل كفاءة في ملتقى الصحة العالمي حيث اتكأت الوزارة على حشود ذات كفاءة ودراية !
والخلاصة أن متانة الخطاب الصحي الوقائي يسدُّ منافذ الزلل؛ ويحقق وصول الناس إلى توقعات إيجابية نحو مستقبل الصحة السعودية فبدا في آفاق الزائرين للملتقى والمارين بردهات العرض فيه والمستمعين للطروحات المؤطرة بالحقائق فيه بدا تضمين نفسي ّيطرح حزما من القيمة المعنوية للارتقاء الصحي الوطني ومن خلال التنفيذ المجزي؛ فارتفعت أمام الأسرة في بلادنا حصيلة الشوق للمستقبل الصحي المنظم بتوفيق من الله.