نجلاء العتيبي
سعيًا لإفادة المجتمع، قرَّر أحدهم التطوُّع للعمل كمستشار في إحدى المؤسسات غير الربحية التي تدعم تطوير المشاريع الصغيرة في مدينته عند انضمامه إلى الفريق.
بدأ بتقديم رؤيته المبنيَّة على سنوات من الخبرة، مُوجِّهًا الفريق في كيفية التعامل مع المشكلات التقنية، والتخطيط الفعَّال.
بفضل إرشاداته تمَّ تجاوز العديد من العقبات؛ ما أدَّى إلى نجاح المشروع، وتحقيق تحسينات ملموسة.
ساهمت تجربة العم فالح في تعزيز جودة العمل، وتسريع تقدُّم المشروع ما جعل البيئة المحيطة أكثر حيوية وجاذبية لأفراد المجتمع.
لم يكن النجاح في هذا المشروع مجردَ إنجاز فردي، بل هو مزيجٌ بين الخبرة الطويلة، والحماس المتجدد لجيلينِ اجتمعا على هدف واحد عظيم.
كان لهذا العمل تأثير إيجابي على الجميع، وأصبح العم فالح نموذجًا يُحتذى به في كيفية استثمار الخبرة بعد التقاعد.
هذه القصة تعكس بشكلٍ جليٍّ كيف يمكن الاستفادة من الخبرات التي يمتلكها المتقاعدون في مشاريع جديدة ومفيدة؛ ما يُعزِّز قدرتهم على الإسهام بطرق جديدة بعد انتهاء مسيرتهم المهنية.
التقاعد ليس نقطة نهاية، بل فرصة لاستثمار المعرفة والتجارب الغنية، ولإثراء المجتمع بقدرات وخبرات قد تكون مفتاحًا لتحقيق نجاحات جديدة.
التقاعد ليس نهاية مسار الموظف، بل هو بداية مرحلة جديدة غنيَّة بالعطاء والخبرة، فالموظف المتقاعد يمتلك في جُعبته عقودًا من المعرفة العملية، والفهم العميق للمجال الذي عمل فيه؛ ما يجعله مصدرًا لا يُقدَّر بثمن للإرشاد والتوجيه.
عند التقاعد يكون الموظف قد اكتسب رُؤًى واسعةً حول أساليب العمل الفعَّالة وغير الفعّالة؛ استنادًا إلى سنوات من التجربة، يمكنه تقديم المشورة والنصح؛ ما يجعله شريكًا حقيقيًّا في دفع عجلة التقدُّم.
تأتي أهمية الاستفادة من الموظف المتقاعد من خلال دمجه في برامج استشارية أو إشرافية، حيث يمكن أن يكون مرشدًا للموظفين الجُدُد أو لأولئك الذين في منتصف مسيرتهم المهنية؛ بفضل رؤيته الواسعة يستطيع توجيههم نحو طرق مبتكرة؛ لتحقيق الأهداف المهنية، وتجنُّب الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأقلُّ خبرة، هذه الإرشادات تستند إلى خبرة حية وواقعية؛ ما يجعل تأثيرها عميقًا وقويًّا.
إضافةً إلى ذلك هناك أبعاد اجتماعية وإنسانية ترتبط باستقطاب المتقاعد، فالاستفادة من خبراته تُشعره بأهمية دوره المستمر في المجتمع؛ ما يُعزِّز شعوره بالإنجاز حتى بعد التقاعد، فالإحساس بالعطاء والإسهام في نجاح الآخرين يخلق طاقة إيجابية تنعكس عليه، وعلى من حوله، ففي هذه المرحلة يجد المتقاعد فرصة للانخراط في مبادرات تنموية، ومشاريع اجتماعية تستفيد من حكمته، ورؤيته الناضجة.
ولا يقتصر دوره على توجيه الأفراد فحسب، بل يمكن أن يشارك في تطوير استراتيجيات العمل داخل المؤسسة من خلال استغلال خبراته المتراكمة يمكن للمتقاعد تقديمُ مقترحات؛ لتحسين الأداء التنظيمي، تعزيز الفعالية، وتقليل التكاليف.
وبهذا تصبح المؤسسة قادرةً على التكيف مع المتغيرات السريعة في السوق، مُستفيدة من عمق المعرفة التي يمتلكها.
في النهاية، استقطاب الموظف المتقاعد ليس مجرد تقديرٍ لتاريخه المهني، بل هو فرصة لتنمية مستدامة تعتمد على الاستفادة من الخبرات المتراكمة.
يجب أن نرى في هذه الخبرات فرصة للاستثمار في مستقبلٍ مُشرقٍ، حيث تظل خبراتهم شاهدةً على إنجازات الماضي، ومفتاحًا لتحديات المستقبل.
ضوء
«الأعمال الجيدة تمنحنا القوة، وتُلهم الآخرين للقيام بأعمال جيدة هم أيضًا»، أفلاطون.