أحمد المغلوث
لوحات فنانينا وفناناتنا التشكيليين هي التعبير الحقيقي عن وجداننا وعن انفعالاتنا أمام ما نشاهده من جماليات المكان والزمان وما يحدث فيه من كفاح المواطن في مختلف جوانب حياته، وبالتالي هي استجاباتنا لما يدور حولنا. والفن كما يؤكد عليه فلاسفة الفن ونقاده هو لغتنا الحقيقة في هذه الحياة الزاخرة بالموحيات.
كم هو جميل بل رائع ما نجده في هذا الزمن الذي أشرق برؤية وثابة في مختلف المجالات. وها هي هيئة الفنون البصرية تمد يدها الكريمة بالعطاء لمختلف المبدعين والمبدعات لتأخذ بيدهم إلى الفعل والعمل الجاد. كونها تعلم علم اليقين أن الفنان المبدع خير من يرسم صورة صادقة عن الوطن وموحياته المختلفة.
وطننا الشامخ يفخر ويعتز بكل فنان وفنانة وفي مختلف المجالات وعبر العديد من الأساليب. فما أروع ما نشاهده يوماً بعد يوم من اهتمامات متعددة تقوم بها هذه الهيئة من نشاطات وفعاليات ودعم لا محدود. ولا شك قبل وبعد أن فننا التشكيلي هو مرآة مشرقة وصادقة تعكس هذا وذاك. وكل فنان وفنانة يعطي من خلال إبداعه واهتمام «هيئة الفنون البصرية: أعمالاً جديرة بالتقدير، خاصة إذا كانت مواكبة لكل حدث يثري الفنون البصرية في وطن الخير والنماء.
بلادنا متعطشة لأعمال تجسد التاريخ والموروث وتوثق جوانب من حياة المواطن المبدع في كل مجال، فاللوحات الفنية الصادقة قادرة على التعبير وحتى التأثير على من يشاهدها. بل إنها تستطيع أن تجذب إليها الملايين من المشاهدين والأمثلة عديدة في هذا المجال. فهناك متاحف عديدة في عواصم العالم يقف زوارها بالساعات في انتظار الدخول لمشاهدة محتويات هذا المتحف أو ذاك، وبات واضحاً أن وطننا الحبيب وهو يسعى من خلال افتتاح متاحف لأعمالنا الفنية إنما يحقق حلماً كان ومنذ عقود يلوب في ذهن وتفكير كل مبدع، بل كل مواطن يتوق لمشاهدة فنونا البصرية في كل منطقة ومحافظة. فالأعمال الفنية على اختلاف أنواعها وأشكالها وحتى أساليبها المتعددة قادرة على توصيل الوعي الفني للجميع، بل تساهم في نشر الذائقة الفنية في الوطن.
الفن البصري قادر على إيصال الوعي الفني للجميع عندما يكون قريباً منهم.. بل هو أقدر من غيره على تعزيز الصلة ما بين المبدع والمشاهد للأعمال الفنية البصرية.
وفي المجمل هذه الفنون البصرية الوطنية التي أبدعها الفنان السعودي تشكل إطلالة على تقديم جرعات تعريفية على الوطن من خلال ما أبدعه الفنانون والفنانات، فجميعهم يدركون قيمة ما يبدعونه، وكل عمل فني يتمثل في علاقته الحميمة ببيئته التي يعيشها الوطن في زمن منير بالإبداع في مختلف المجالات. والفن كما قالوا «متعة»، وبالتالي تتباين أنواع الفنون البصرية. وكذلك يتباين عشق المشاهد لها، وهذا التباين بات واضحاً في العقود الأخيرة مع انتشار أساليب جديدة فرضت نفسها مع قدوم الذكاء الاصطناعي، واعتماد البعض على تنفيذ أفكارهم، ومع هذا ظلت الأعمال البعيدة عن هذا الذكاء الأكثر قبولاً ومشاهدة في المعارض المتاحف والمزادات العالمية؛ كونها أكثر مصداقية فهي تجسد روح المبدع بل تكاد أنفاسه تختلط برائحة ألوان اللوحة. وماذا بعد، الحمد لله فنوننا البصرية باتت بخير في وطن الخير.