فضل بن سعد البوعينين
لم يكن مستغربا وصف رئيس الهيئة العليا للإغاثة في لبنان، اللواء محمد خير، مبادرة السعودية السريعة لإغاثة الشعب اللبناني على أنها الأكبر والأكثر كميّة ونوعية، وشكّلت «رافعة الدعم العربي والدولي للبنان». فالمملكة هي الأكثر دعما للأعمال الإنسانية والإغاثية، والأكثر قربا من الدول العربية والإسلامية، في أزماتها، وبمعزل عن مواقفها السياسية والأمنية.
تدفقت المساعدات السعودية منذ اليوم الأول للأزمة اللبنانية، عبر جسر جوّي إغاثي من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ما يؤكد سرعة الاستجابة السعودية للأوضاع الإنسانية في لبنان، وهو أمر يتكرر مع جميع الدول التي تمر بأزمات إنسانية تستدعي تقديم المساعدات العاجلة.
المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أشار في لقاء نظمته الجمعية السعودية لكتاب الرأي «رأي» إلى أن المملكة تُعد من كبار الدول المانحة على المستوى الدولي، ونموذجا بارزًا في تقديم المساعدات الإغاثية ومساعدة النازحين واللاجئين، حتى أصبحت «منارة للعمل الإنساني الدولي». ومنذ العام 2015 تمكن المركز من تنفيذ مشروعات إنسانية وإغاثية في 104 دولة حول العالم، بعدد 3105 مشاريع، و بقيمة إجمالية تجاوزت 7 مليارات دولار أمريكي في مختلف القطاعات الحيوية.
الدكتور الربيعة أكد على تطبيق المركز المعايير العالمية ذات العلاقة بالأعمال الإغاثية والإنسانية، وحوكمتها، على «أسس تتمثل في الحيادية والشفافية والجودة والاحترافية والمبادرة والإبداع وبناء الشراكات ودعم المجتمعات»، وهي رسالة سامية طالما اعتمدتها المملكة في تقديم المساعدات للشعوب المحتاجة، وإغاثة المنكوبين حول العالم بلا تمييز تجسيدا للقيم الإسلامية النبيلة، ومبادئها الإنسانية الراسخة، وبما يتوافق مع متطلبات المنظمات الدولية التي تعتبر المملكة من أكبر المساهمين فيها والداعمين لبرامجها الإغاثية والإنسانية.
لا تتوقف المملكة عند تقديم المساعدات للشعوب المحتاجة، وإغاثة المنكوبين، بل تجتهد لتحفيز دول العالم على المساهمة الفاعلة في البرامج الإغاثية والإنسانية. فبالإضافة إلى تقديمها أكثر من 51 مليون دولار دعما للساحل وبحيرة تشاد في العام 2024 ، وتقديمها ما يزيد على 2.5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية والتنموية لتلك المنطقة، وتنفيذها من خلال الصندوق السعودي للتنمية، مشروعات حيوية في مجالات أنظمة الطاقة الشمسية والبنية التحتية، استضافت المملكة أعمال مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد، والذي اختتم بتعهد الدول المانحة بتقديم أكثر من 1.1 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى تبرعات عينية من أكثر من 10 دول وهيئات ومنظمات مانحة.
أكثر من 1.23 مليار دولار قدمتها المملكة كمساعدات في العام 2023، ما يجعلها الأولى على مستوى الدول الإسلامية والعربية، إضافة إلى ما قدمته من مساعدات إنسانية وإنمائية لأكثر من 170 دولة خلال الخمسة عقود الماضية، تجاوزت قيمتها 130 مليار دولار أمريكي، ما يعزز ريادتها في الأعمال الإنسانية، وتصنيفها ضمن أكبر الدول المانحة عالمياً.
إستجابة المملكة السريعة لخدمة القضايا الإنسانية، وتقديم العون والمساعدة للشعوب المحتاجة، والمساهمة في معالجة الأزمات، وتسخيرها الإمكانات والموارد من خلال ذراعها الإنساني المتميز مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لا يجعلها «رافعة الدعم العربي والدولي للبنان» فحسب، بل رافعة الدعم العالمي السريع لجميع الدول والشعوب المنكوبة في العالم، والمنقذة للمنظمات الإنسانية الدولية التي تواجه بتحديات التمويل المُعَطِلة لبرامجها الإنسانية.