محمد بن عبدالله آل شملان
إذا قمنا بإلقاء نظرة فاحصة مفصلة على نوعية الكتب التي تصدرها مؤسسة التراث غير الربحية، سنرى أنها كتب ليس لها مثيل في الوطن العربي، وتتصف بالاختصاص والشمول والمعلومات التفصيلية الدقيقة وروح المنهجية العلمية الموضوعية.
فقبل بضعة أيام أصدرت المؤسسة كتاب «الأمير تركي بن أحمد السديري.. سيرة وتاريخ»، وكان بحق مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين والدارسين في مجال الدراسات التاريخية، وإضافة جميلة راقية للمكتبة السعودية والتاريخ الوطني، بما يكتنزه من تفاصيل ورسائل ومعان تعزّز الفخر والانتماء والولاء، ويركز الكتاب على زوايا مختلفة لشخصية استثنائية تتصف بغزارة وتنوع أفعالها ومساهماتها الفريدة ومنجزاتها المتعددة.
ومن إصدارات مؤسسة التراث غير الربحية كتاب «سيرة في التراث العمراني»، ويعد الكتاب جزءاً من التوثيق التاريخي في مجال المحافظة على التراث العمراني، إضافة إلى أنه يرصد العمارة السعودية المعاصرة من زاوية مختلفة.
ومن إصداراتها كتاب «Back to Earth» والنسخة العربية المترجمة عنه «العودة إلى الأرض» الذي يعتبر من أهم الكتب المتخصصة في العمارة التقليدية، حيث تقوم بترميم وإعادة بناء البيت الطيني في نخيل العذيبات.
ومن إصداراتها كتاب «الخيال الممكن» الذي يعد مرجعاً إدارياً وخارطة طريق لتأسيس قطاع سياحي متكامل.
لقد بذلت مؤسسة التراث التي تأسست عام 1996م، والتي تعد رافداً ومكوناً رئيسياً وإحدى فضاءات هذا الوطن، جهوداً عظيمة في الأبحاث والدراسات، وحفظ الوثائق التاريخية للوطن، وتهيئة الجو المناسب للدارسين والمهتمين والباحثين، حتى أصبحت من أبرز وأقوى المؤسسات في الوطن العربي، ونجحت في ملء فراغ مشهد تراث المملكة بشكل خاص والتراث العربي والإسلامي بشكـل عام، وقدمت فصلاً كاملاً من التميز والإبداع والجودة، والبحث الدقيق الشامل، فالشكر أوفره والتقدير أجزله لمؤسسة التراث على هذه الإصدارات القيمة.
نظرة مؤسسة التراث الطموحة ليست مقتصرة على ما أنجزته اليوم، فهي تعمل على بناء نور التنوير وتشكيل الوعي، حاملة معها إلى الآفاق إشارات حضارية واقتصادية وإنسانية، بعثتها يد الإنسان السعودي، التي اعتاد العالم عليها بأنها لا تمد إلا بالخير والجمال والعناية والاهتمام.