د. طارق بن محمد بن حزام
يرى بعض الآباء الشدة في تربية الأبناء أمراً لا بد منه في التربية حتى أن بعض الآباء والأمهات لا يقومون باحتضان أبنائهم حتى لا يصبحوا مدللين، فى الكبر، ويتصورون أن التعامل مع الأبناء، بشيء من اللين يجعلهم غير قادرين على تحمل المسؤولية وأعباء الحياة.
ولكن هذه التصورات الخاطئة في التربية تأتي بالكثير من النتائج العكسية والسلبية.
فقد يعيش الأبناء معاناة طويلة من الحرمان العاطفي وإهمال احتياجاتهم النفسية.
إن تربية الأبناء بشكل عام تحتاج إلى ذكاء وحكمة، وتتطلب دراية الأب والأم باحتياجات أبنائهم فى كل مرحلة، لأن كل مرحلة لها متطلباتها، وأن يكون لديهم الأدوات والأساليب الصحيحة في التربية مع الاطلاع على كل جديد.
إن التوازن بين اللين والشدة في تربية الأبناء من أفضل أساليب التربية، فيجب ألا يصل الحنان معه لدرجة الإفراط أو التساهل أو اتباع الشدة التي تصل إلى حد القسوة فلا تساهل معه إلى أقصى حد ولا تعنيف بشدة على كل خطأ يرتكبه، ويكون الاعتدال هو الأساس.. إن من أكثر الأساليب التي تساعد الأبناء في بناء شخصياتهم هو إعطاؤهم فرصاً حقيقية في الحياة، وذلك من خلال المواقف التي يتعرضون لها وعليهم أن يتعلموا من اخطائهم ويعرفوا أن كل تصرف له عواقبه وعليهم أن يتحملوا المسؤولية.
وعلى المربين، المبادرة بالتشجيع والمدح، والتركيز على نقاط القوة لديهم، وليس نقاط الضعف وإكسابهم الثقة بالنفس، لكي يصبح لديهم شخصية واثقة مسؤولة تشعر بتميزها وانفرادها.
كما أن رؤية الأبناء للآباء أثناء تعاملاتهم مع الأم ومع الآخرين تعد من الأشياء المهمة التي تشكل شخصياتهم ويستفيدون منها بشكل كبير، فهم بذلك يتعلمون كيف يفكرون ويتصرفون.
إن العاطفة والحب والاهتمام هي أكثر ما يحتاج إليه الأبناء لكي ينشأوا أسوياء، ويجب الحذر من التعسف والقسوة في التعامل معهم، لأن ذلك يعوق بناء شخصياتهم فلا إفراط ولا تفريط بل تربية على الثبات والحزم مع قدر من الحنان واللين.