علي الخزيم
* قبل استكمال بعض الملاحظات الواردة بالجزء الأول؛ أود التنويه إلى أنها ملاحظات قد لا تغيب عن أذهان الكثير من الآباء وأولياء أمور التلاميذ، ثم إن التطرق لها بين موسم دراسي وآخر لا يعني التكرار المُمِل بل تكريس للتذكير بها نظرًا لبقاء المشكلة أو جزء منها بحاجة للمعالجة وتَفَهّم المعنيين بها بأبعادها وآثارها التربوية المنعكسة على الصغار بالمدرسة وخارجها.
* من ذلكم: أن يُعلَم جيدًا أن ترغيب الصغار وزرع تعلقهم بمدرستهم بكل مكوناتها وما ترمي إليه من حب للعلم والتفاني لخدمة الدين والوطن والتطلع لآفاق مستقبلية بحياة الإنسان بمراحل حياته المستقبلية؛ أن ذلك يبدأ من نقطة استيعاب المعلم وإدارة المدرسة لهذه القيم بعناصرها وتركيبتها المترابطة وفهمها فهمًا دقيقًا عميقًا وبعقلية ومهنية مخلصة جادة، كما يجب إدراك أن هذا المطلب لن يتحقق دون معلم مؤهل ذي فكر ناضج، وإدارة مدرسية بارعة بتسيير العملية التعليمية التربوية.
* يُستمَد من الفِقْرة السابقة سؤال لافت: لماذا يبتهج بعض التلاميذ بخبر تعليق الدراسة في أثناء الأحوال الجوية غير المناسبة؛ ولماذا يشعر التلميذ بسعادة وهو يخرج مغادرًا مدرسته عند الظهيرة؟! هي ليست مسائل عابرة ثانوية؛ بل إن خبراء التربية والتعليم ببعض البلدان قد تصدوا لها ونجحوا بتسخير مقومات علمية وثقافية اجتماعية استوعبها التلاميذ ونقلتهم إلى مرحلة حُب المدرسة والشوق إليها.
* ربما ينشأ رد منطقي عند بعض المعلمين مختصره: قبل الحديث عن وسائل تشويق الطلال وتحبيبهم بالمدرسة حدثني عن واقع المبنى المدرسي وتكامل مرافقه التي مِن خلالها يمكن البَدء بتنفيذ متطلبات التشويق والترغيب من خارج المنهج الدراسي بالأنشطة المصاحبة التي لا تبتعد عن روح المنهج بل تعززه وتقوي رسوخه بالأذهان، وهنا شهادة بأن كثير من المعلمين ببلادنا ـ ولله الحمد ـ يستحقون الثناء على تفانيهم؛ بل إن منهم من يدفع من مرتبه لجلب وسائل تشويق بسيطة لتلاميذه.
* ومن الملاحظات (المؤكدة) دخول بعض المعلمين من الجنسين في أثناء الحصة الدراسية بحالة عصبية انفعالية يرتفع معها صوته ووتيرة تعامله الفَظ مع الصغار وكأنه يُدير خصومة وثأر معهم، وهذا برأيي مَردُّه لانعكاس مؤثرات خارجية سابقة لموعد الحصة سواء بالمدرسة أو خارجها لأي ظرف وسبب كان، لكن لا يُعَد هذا مبررًا لإخافة الأطفال التلاميذ بالزجر والتأنيب والتقريع لأتفه سبب يكون داخل قاعة الدراسة، هم صغار بمداركهم وأفكارهم، وأنت المعلم الذي وُضِعَت فيه الثقة للتعامل الحسن معهم لتربيهم بأفضل وأنجَع الطرق؛ وترغيبهم لا ترهيبهم.
* وأختم قائلًا: الاحتفاء بالمعلمين كمناسبة سنوية تتنوع محاورها إنما هو لإعطاء المجتمع جرعات من الفهم السليم لمهام المعلمين وجهودهم الخَيّرة التي تُشكر دومًا؛ وإبراز المسائل المتعلقة بهموم المعلمين المهنية بإطار العملية التربوية والعمل الجاد على حلها وتجاوزها، غير أن هذا لن يتم إلَّا بجهد يبدأ من المعلمين ذاتهم وإظهار تميزهم وأنهم على قدر المسئولية لينالوا هذا التكريم والتقدير من كافة أطياف المجتمع؛ والحاصل المشاهد أنهم - بحمد الله - يبذلون الجهد ليبلغوا المأمول منهم، وكل الملاحظات المقصود منها العمل معًا للوصول للهدف المنشود.