سمر المقرن
«لو مهتماً لأدركت بمفردك فالاهتمام لا يُطلب..»، تلك المقولة الشهيرة التي هدمت بيوتاً كثيرة. فبعض -النساء- لا تُدرك أن طبيعة اهتمامات الرجل مختلفة عن المرأة، بالإضافة إلى طبيعة نظرته أحادية الاتجاه مختلفة عن طبيعة المرأة متعددة الاتجاهات. بمعنى أن الرجل عندما يركِّز في موضوع معيَّن يظل بداخله ولا يتمكن من رؤية الأمور الأخرى، عكس المرأة التي تُضاف لها ميزة القدرة على التركيز في عدة اتجاهات في وقت واحد.
أضف إلى أن تركيزه الأحادي، قد لا يجعله دقيقاً في الحياة الزوجية وغير قادر على التنبؤ بالأسباب الخفيَّة التي جعلت زوجته حزينة أو غاضبة منه، وحتى إذا ما حاول سؤالها لمعرفة السبب، فإن كبرياءها قد يمنعها من الرد مكتفيةً بالتعليق (لو مهتم لأدركت بمفردك).. فالاهتمام بالزوجة وشؤونها لا يُطلب ولكن يجب أن يعرفه الزوج بمفرده مما يزيد الأمر تعقيداً، ويقع الزوج في حيرة كبيرة فتتأجج نيران الخلافات بينهما والتي قد تصل بهما لطريق مسدود قد ينتهي للأسف بفصم عرى الزواج نفسه!
المعروف علمياً أن كثيراً من الرجال لا يركِّزون في التفاصيل الدقيقة، وقد لا ينتبه الزوج إلى شعر زوجته التي غيَّرت لونه بقدر تركيزه بمواعيد مباريات فريق كرة القدم المفضَّل لديه، وهي حقائق لو أدركتها الزوجة لانتهت أسباب كثير من الخلافات الزوجية، بسبب عدم البوح بسبب الغضب أو الحزن من شريك الحياة! فما المانع وبدلاً من الشكوى والصياح والغضب أن تتنازل الزوجة العنيدة عن كبريائها وتفتح قلبها وتصارح زوجها بسر غضبها أو حزنها منه، والذي قد يتحول بسبب التزامها الصمت إلى سر حربي معقد يهدد مركب الحياة الزوجية بالغرق والانفجار في أية لحظة! والأولى أن تعاتب زوجها وتفتح معه أبواب الحوار الذي يحل كل المشاكل، والأفضل أن تذكِّر الزوجة زوجها بشكل مباشر بالأشياء التي ينبغي عليه فعلها وتُسعدها وسط روتين حياتهما اليومية.
وكذلك الزوج الذي قد يتسبب بتفاقم المشاكل بعد غياب الحوار، أن يستوعب جيداً أن الزوجة مخلوق ناعم ورقيق، مثل بذور النباتات التي تحتاج إلى رعاية واهتمام وحنان حتى تنمو وتكبر وتثمر وتعود بالخير على جميع أفراد الأسرة. المهم أن في رحلة تقريب الأفكار والمكاشفة بالمطلوب لاستقرار الحياة الزوجية بين الزوجين أن يتم ذلك في هدوء ودون عصبية أو سوء فهم أو تجريح، وأن ينظر كل طرف للآخر بعين الحب، لا بعين العدو الذي يجب كسره والانتصار عليه!