«الجزيرة» - الرياض:
في مشهد يفيض بسحر الثقافة الإندونيسية، اجتمعت التقاليد العريقة مع الحداثة لتروي حكايات حضارة تمتد لآلاف السنين من قلب الرياض، وتحديداً في حديقة السويدي.
وبألوان مبهجة، وأصوات موسيقية تنبض بروح الشرق، استقطبت «أيام إندونيسيا» حشود الزوار، ضمن فعاليات مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار «انسجام عالمي».
فعلى المسرح الرئيسي، قدمت الفرق الإندونيسية عروضاً مبهرة، حيث تألقت الراقصات بزيٍّ تقليدي عكس روعة الثقافة الإندونيسية، وتحركن بخفة وأناقة تعبر عن أصول الرقصات الإندونيسية القديمة المستوحاة من قصص الأساطير والتراث، وعلى أنغام آلاتٍ تراثية كالأنغكلونغ والغاميلان، أبدعت الفرق في تقديم تناغم رائع بين الموسيقى الحديثة والتقليدية، مما أضفى طابعاً فريداً على الأمسية وملأ الأجواء بحيوية مميزة.
وفي جانب آخر من الحديقة، كان الأطفال يستمتعون بأنشطة تفاعلية ممتعة في «مسرح الطفل»، حيث قُدمت عروض مرحة تتضمن حكايات من الفلكلور الإندونيسي، وأسعدت الفعاليات التفاعلية الحضور الصغار وجعلتهم يعيشون لحظات من السعادة والمرح، بينما كانت العائلات تتجول بين أركان الحديقة مستكشفة الحرف اليدوية الفريدة والمنتجات التقليدية الإندونيسية، التي زينت الأكشاك بألوانها ونقوشها المتنوعة.
لم تكن هذه الفعالية مجرد احتفال ثقافي، بل كانت منصة حيّة للترابط بين الزوار السعوديين والمقيمين من جنسيات متنوعة، في أجواء من التفاعل والانسجام، فمشهد تلاحم الثقافات هذا جسّد روح «انسجام عالمي» بمعناه الحقيقي، مؤكداً أن الثقافة تتجاوز حدود الفن لتصبح أداة لتعزيز الروابط الإنسانية والمجتمعية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى لتعزيز التعايش والتعددية الثقافية على أرضها.