سلمان العطاوي
تشهد العاصمة الرياض تحولًا ملحوظًا في صناعة المعارض والفعاليات، مما يجعلها بوابة مستقبلية رائدة لهذه الصناعة في منطقة الشرق الأوسط. يأتي هذا التحول ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتحويل المملكة إلى مركز اقتصادي ومعرفي وثقافي عالمي. الرياض الآن ليست مجرد مدينة تجارية أو إدارية، بل أصبحت مركزًا استراتيجيًا محوريا للمعارض الدولية والفعاليات المتنوعة ترفيهية كانت أو اجتماعية أو وطنية. ويأتي ذلك لعدة أسباب تجعل المستثمر يحرص على دخول سوق الصناعة والمنافسة فيه. وهي على النحو التالي:
موقع الرياض الاستراتيجي وتعزيز البنية التحتية
يُعد موقع الرياض الجغرافي من أهم عوامل الجذب التي تجعلها بوابة رئيسية لصناعة المعارض في المنطقة. حيث تقع في قلب العالم العربي وعلى مفترق طرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، مما يسهل وصول المشاركين من مختلف أنحاء العالم بالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة على تطوير البنية التحتية للمدينة، مع وجود مراكز معارض حديثة، مثل مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، الذي يستضيف فعاليات عالمية رائدة ومتخصصة في قطاعات مختلفة.
إلى جانب ذلك، تشهد الرياض تطورات كبيرة في شبكات النقل، مثل توسعة المطارات وتحسين الطرق، فضلًا عن مشروع المترو الذي سيحدث ثورة في التنقل داخل المدينة، مما يسهل حركة الزوار والمشاركين في المؤتمرات والمعارض.
التنوع في الفعاليات والقطاعات
لا يقتصر مستقبل الرياض على نوع واحد من المعارض أو الفعاليات؛ بل يتميز بالتنوع الكبير في القطاعات التي تغطيها. تشمل المعارض في الرياض العديد من المجالات مثل التكنولوجيا، الابتكار، الصحة، السياحة، الثقافة، والفنون. هذا التنوع يتيح فرصًا متعددة للشركات من مختلف القطاعات لعرض منتجاتها وخدماتها، ويعزز من التعاون بين الشركات المحلية والعالمية.
الرياض لم تعد تقتصر على كونها مركزًا اقتصاديًا فحسب، بل أصبحت وجهة ثقافية وفنية أيضًا. شهدت المدينة إقامة العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية الكبرى مثل مهرجان «موسم الرياض» الذي يجذب ملايين الزوار من الداخل والخارج، ويعزز مكانتها كعاصمة ثقافية عالمية.
دعم حكومي وتشجيع للاستثمار
تقدم الحكومة دعمًا كبيرًا لصناعة المعارض والمؤتمرات في الرياض. هذا الدعم لا يقتصر على البنية التحتية فقط، بل يمتد إلى تسهيلات قانونية واستثمارية تهدف إلى جذب الشركات العالمية لتنظيم فعالياتها في المملكة. تأسست الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات لتنظيم وتطوير هذا القطاع، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 وجذب المزيد من الاستثمارات.
إضافة إلى ذلك، تُعد الرياض حاليًا مركزًا للابتكار وريادة الأعمال، حيث تستضيف مؤتمرات عالمية في مجال التكنولوجيا والاستثمار مثل مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»، الذي يعتبر منصة تجمع قادة الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
التوجه نحو الاستدامة والابتكار
مع تحول الرياض إلى مركز رائد في صناعة المعارض، تتبنى المدينة توجهات جديدة نحو الاستدامة والابتكار في تنظيم الفعاليات. تتجه المعارض والمؤتمرات في الرياض إلى اعتماد تقنيات صديقة للبيئة، مع التركيز على تقديم حلول مستدامة في كافة مراحل التنظيم، بدءًا من استخدام الطاقة المتجددة إلى إعادة تدوير المواد المستخدمة.
كما تلعب الابتكارات الرقمية دورًا حيويًا في تعزيز تجربة الزوار والمشاركين في المعارض، من خلال توفير منصات إلكترونية متكاملة، وتحسين التواصل بين المشاركين، وتسهيل عمليات التسجيل وحضور الفعاليات عبر الإنترنت.
تعد الرياض بوابة مستقبلية لصناعة المعارض والفعاليات في الشرق الأوسط، بفضل موقعها الاستراتيجي، ودعمها الحكومي، وتنوع فعالياتها، وتبنيها للابتكار والاستدامة. هذه العوامل مجتمعة تجعل من الرياض وجهة مفضلة للشركات والمستثمرين لتنظيم فعالياتهم الكبرى، ما يعزز من دور المملكة كقوة اقتصادية وثقافية في المنطقة والعالم.