محمد الخيبري
بعد ضغوطات وانتقادات واسعة وعدم رضا أنهى الاتحاد السعودي العلاقة التعاقدية مع المدير الفني للمنتخب روبيرتو مانشيني بعد المستويات الفنية المتواضعة التي ظهر بها منتخبنا الوطني الأول بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم.
الإقالة كانت متوقعة وتوقيتها قد يكون نموذجياً نظراً لوجود فرصة التأهل قائمة والوقت كاف لالتقاط الأنفاس، وإعادة بناء الفريق من جديد والتخطيط لخطف إحدى بطاقات التأهل لنهائيات كأس العالم.
وأعاد الاتحاد السعودي هيرفي رينارد المدرب الفرنسي والذي أشرف على الدفة الفنية للمنتخب في وقت سابق، وقد تكون هذه التجربة الثانية لـ»ريند» تعود بالفائدة الفنية للمنتخب السعودي نظراً لإمكانياته الفنية وتأثيره على خارطة المنتخب السعودي فنياً ونفسياً.
وبغض النظر عن سبب إقالة هيرفي رينارد السابقة إلا أن عودته من جديد قرار صائب من وجهة نظر فنية؛ نظراً لمعرفتة التامة بدهاليز كرة القدم السعودية وقدرته على الاختيارات الفنية الصحيحة من اللاعبين وقدرته على صناعة التجانس والمواءمة الفنية بين اللاعبين.
وعلى الرغم من صعوبة اختيار النجوم من وجهة نظري المتواضعة نظراً لتواجد الكم الهائل من المحترفين الأجانب، والذي قلل من تواجد اللاعب السعودي في الخارطة الأساسية في أنديتهم مما قد يتسبب في ابتعاده عن حساسية المباريات كونه لاعبا احتياطيا أغلب الموسم، وفترة المعسكرات لأيام فيفا غير كافية لاستعادة تلك الحساسية وازدحام روزنامة الموسم بالبطولات.
رحيل مانشيني وعودة هيرفي رينارد من جديد: هل من شأنها حل الإشكاليات الفنية المتواضعة؟! وهل ستوقف سيل الانتقادات الاعلامية الواسعة على المنتخب الوطني؟ وهل ستشبع نهم المشجع السعودي البسيط والذي يحلم بإنجاز سعودي غاب لأكثر من ثلاثة عقود؟!
هذه التساؤلات يفترض أن توضع على طاولة الاتحاد السعودي لكرة القدم لحل الإشكاليات الفنية للمنتخب الوطني والذي يتفرع منه الدوري المحترف الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، وإيجاد حل جذري لهذه المتناقضة الفنية الواضحة.
وعلى الرغم من وجود بعض المقترحات والحلول الخجولة كتقليص قائمة عدد اللاعبين لفرق الاندية المحترفة ورحيل بعض النجوم؛ إما بالإعارة أو الانتقال لأندية أخرى إلا أن هذا الحل لم يكن مجديا، وذلك لاستبعاد النجوم الدوليين الذين رحلوا عن أنديتهم لأندية أقل خصوصاً من رحلوا لأندية دوري «يلو» للدرجة الأولى للمحترفين.
أيضاً عدم تفعيل «الدوري الرديف» بل أن تجربته السابقة باءت بالفشل، ولم يطرأ تجديد أو تطوير ليتوقف الأمر على إعطاء دوري روشن السعودي للمحترفين الأهمية القصوى ليحقق جميع التطلعات، وعلى النقيض من ذلك كان الإخفاق والتذبذب في المستوى الفني طال المنتخب الوطني بكل أسف.
لا شك أن هيرفي رينارد أمامه عمل كبير لاستعادة هيبة المنتخب بالقارة الآسيوية واستغلال جميع الفرص واستثمار الحلول الفنية التي بحوزته لتحقيق الهدف الرئيس وهو التأهل لنهائيات كأس العالم بأية وسيلة وبأي ثمن.
المطالبات الإعلامية والجماهيرية في تحقيق المنتخب السعودي لمنجز مطالبات منطقية نظراً لتوفر جميع مقومات النجاح المادية والمعنوية واللوجستية. وتبقى على المسؤولين بالاتحاد السعودي وإدارة المنتخب تقديم العمل الفني والإداري لتتويج تلك المقومات بتحقيق الإنجازات الغائبة منذ عقود.
قشعريرة
لم تحضر المفاجآت في مباريات دور الستة عشر من كأس خادم الحرمين الشريفين بل إن معظمها انتهى بنهايات متوقعة قدم خلالها الفرق المتنافسة مستويات فنية عالية.
والملفت أن دور الستة عشر احتوى على أربعة أندية عريقة من منطقة القصيم «التعاون والرائد من بريدة، والعربي والنجمة من عنيزة» تأهل منها اثنان وخرج الآخران.
ولم يكن خروج فريق النصر على يد فريق التعاون مفاجئًا على الرغم من أن النصر أحد أكبر أضلاع كرة القدم السعودية إلا أن التعاون هو بطل سابق للبطولة وحققها عن جدارة، وسبق أن خاض نهائيا سابقا خسره من أمام النصر، ويعتبر التعاون من «أشرس» الأندية السعودية المتنافسة إضافة إلى الإخفاق المتكرر لفريق النصر تحديداً في هذه البطولة التي ابتعد عنها لأكثر من ثلاثة عقود، ولم يستطع خلال تلك الفترة فك عقدة هذه البطولة.