سلطان مصلح مسلط الحارثي
رحل مدرب المنتخب «مانشيني» بخططه واستراتيجياته التي قيل إنها ستطبق معه، للوصول لكأس آسيا 2027، وتحقيق الذهب الغائب عن كرة القدم السعودية منذ عام 1996، وعاد اتحاد الكرة للتعاقد مع الفرنسي هيرفي رينارد الذي كان يشرف على تدريب المنتخب السعودي، ولكنه فجأة أنهى عقده قبل سنة ونصف، وبحسب الإعلان الرسمي فإن عقد رينارد الجديد يستمر حتى نهاية 2025، وهنا سأطرح بعض الأسئلة على اتحاد الكرة:
ماذا يريد اتحاد الكرة من هيرفي رينارد؟ ولماذا عقده ينتهي بنهاية 2025؟ ألم يكن بالامكان أن يتم التعاقد معه حتى نهاية 2027؟ هل تريدون منه أن يؤهل منتخبنا لكأس العالم فقط؟ أم أن العمل سيستمر معه حتى نهاية كأس آسيا 2027؟ إن كنتم تريدون التأهل لكأس العالم فقط، دون العمل على استراتيجية واضحة لصنع منتخب قوي لتحقيق ذهب آسيا، فنحن أمام كارثة حقيقية، وإن كان لديكم استراتيجية لكأس آسيا فمن سيحقق تلك الاستراتيجية؟ هل هو رينارد؟ أم سيأتي مدرب آخر؟ وماذا لو فشل رينارد ولم يحقق التأهل؟ ماذا سيكون موقفكم؟ هل سنتعاقد مع مدرب آخر ليصنع لنا منتخبا يستطيع تحقيق آسيا؟ وهل يوجد لدينا وقت لذلك؟.
أطرح تلك الأسئلة وأنا يشغل بالي كما غيري بطولة أمم آسيا 2027 والتي تستضيفها السعودية، والأماني في تحقيقها مرتفعة عند غالبية المشجعين، ولكن الواقع الذي تعيشه كرة القدم السعودية يجعل أحلامنا تتبخر، كون المتابع الدقيق لعمل المنتخبات وخاصة المنتخب الأول، يدرك أن الأدوات الحالية لا يمكن أن نراهن عليها مستقبلاً، لذلك تمنيت أن يكون عقد رينارد مستمراً حتى نهاية كأس آسيا 2027، ليستطيع العمل على خطتين بالتوازي، خطة قصيرة المدى «لنتأهل لكأس العالم»، وهذه ربما يستعين فيها رينارد ببعض النجوم الكبار الذين أوشكوا على الاعتزال، وخطة أخرى بعيدة المدى، ليصنع من خلالها منتخبا قويا بأدوات مختلفة وفق نظرته ومتابعته، أما بالشكل الحالي فإن رينارد سيعمل فقط على تحقيق التأهل، دون النظر لصنع منتخب قوي لكأس آسيا 2027، كون عقده قصيرا، وينتهي بنهاية التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
جولة الديربيات
3 ديربيات في جولة واحدة، هكذا وضعها المسؤولون عن جدولة «روشن»، من باب التسويق والتشويق، البداية ستكون من ديربي جدة الذي سيجمع مساء اليوم الاتحاد والأهلي، ويبدو أن حظوظ الاتحاد كبيرة في تحقيق الفوز، كونه يحتل وصافة الدوري، بعد أن حقق 7 انتصارات في 8 جولات، بينما يعيش الأهلي حالة ارتباك وضياع هذا الموسم، فمركزه الثامن، وهذا لا يليق في نادٍ يريد المنافسة على اللقب.
الديربي الثاني يجمع غداً الهلال والنصر، ويبدو أن حظوظ الهلال أعلى بكثير من النصر، فالهلال المتصدر أكثر جاهزية وأعلى فنياً، حتى وإن غاب عنه بعض نجومه المؤثرين، وعلى رأسهم الروبن نيفيز، قائد خط الوسط، والرابط ما بين دفاع وهجوم الفريق، وغيابه في هذه المباراة سيكون له تأثير كبير، كما أن الحارس ياسين بونو ليس بكامل عافيته بعد عودته من الإصابة، ولم تتأكد مشاركته حتى كتابة هذا المقال، بينما تكاد صفوف النصر خالية من الغيابات، وهذه فرصة ثمينة للنصر ليرد بعض الهزائم التي تجرعها من الهلال خلال الموسم الماضي، حيث استطاع الهلال تحقيق كأس الملك بعد الانتصار في النهائي على النصر، كما استطاع تحقيق لقب السوبر على حساب النصر، وحقق لقب الدوري بفارق 16 نقطة عن وصيفه النصر.
وفي هذا الموسم، حقق الهلال بطولة السوبر على حساب النصر أيضاً، كما أن الأخير خرج مساء يوم الثلاثاء من كأس الملك على يد التعاون، ولم يتبق له إلا لقب الدوري ونخبة آسيا.
ويبقى ديربي المنطقة الشرقية، الذي سيجمع القادسية بالاتفاق، وهذا الديربي يعود بعد عدة سنوات غاب فيها القادسية عن دوري المحترفين، ولكنه عاد بنفس مختلف وطموح مختلف، ويتفوق فنياً ونقطياً وتهديفياً على منافسه الاتفاق الذي يعيش في حالة عدم توازن رغم ما وفر له من ميزانيات كبيرة، ولاعبين كبار.
متى يحقق «الدون» بطولته الأولى من النصر؟
أصبح هذا السؤال العريض، يُطرح في كل مناسبة يخرج فيها قائد فريق النصر كريستيانو رونالدو، من أي بطولة رسمية محلية أو خارجية، حيث سبق وأن شارك مع النصر في 8 بطولات رسمية منذ أن تم التعاقد معه، ولم يحقق أياً منها، فقد شارك في نسختين من الدوري (وهذه الثالثة)، وثلاث نسخ من بطولة الملك، ونسختين من بطولة السوبر، ونسخة من دوري أبطال آسيا، فمتى سيحقق «الدون» لقبه الأول مع النصر، وفي الأصل هل بإمكانه أن يحقق لقبا رسميا؟ يبدو أن الأمر صعب يصل حد الاستحالة، فاللاعب الذي وصل لسن الـ40 لم يبق من عقده مع النصر سوى هذا الموسم، ولم يتبق له سوى بطولتي الدوري ونخبة آسيا، بعد أن خسر لقب السوبر، وخرج من كأس الملك، فهل يستطيع النصر تحقيق أي منهما، وإنقاذ مسيرة لاعب حقق كل شيء في كرة القدم، وأصبح اليوم يعيش معاناة حقيقية جراء تقدم العمر به، وعدم استطاعة فريقه الحالي تحقيق البطولات.
تحت السطر
سيتذكر العالم، أن أكبر مشكلة واجهت كريستيانو رونالدو مع فريق النصر هي «الهلال»، الذي استطاع أن يُحرم النصر وقائده رونالدو من جميع البطولات، حتى وصلت صوره للعالم وهو «يبكي» جراء خسائره المتتالية للبطولات على يد زعيم آسيا وكبيرها.