محمد سليمان العنقري
محصلة قوة الدوري العام لكرة القدم تظهر في أداء المنتخب الأول هذا هو العرف السائد منذ عقود حتى ازداد الاحتراف الخارجي، فشكل عامل مساند للمنتخبات لكن يبقى للدوريات المحلية الاهمية القصوئ بدعم المنتخبات باللاعبين ولو نظرنا الى من حقق كأس العالم أو بطولة أمم اوروبا من المنتخبات الاوروبية المسيطرة عالمياً حالياً فتجد أغلب لاعبي تلك المنتخبات هم من الدوري المحلي، ولكن تبقى المهمة الاساسية على عاتق اتحاد الكرة بتلك الدول في اختيار المدرب المناسب والادارة القوية للمنتخب مع وجود استراتيجية محددة وواضحة وأهداف يتم وضعها بواقعية وتقدير زمن مناسب للوصول لها
في الايام القليلة الماضية انهى اتحاد كرة القدم السعودي العلاقة التعاقدية مع مدرب المنتخب الاول الايطالي مانشيني بعد نتائج هزيلة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي ستقام عام 2026 وسبق ذلك اداءه الضعيف بكأس امم اسيا وانسحابه من مباراة المنتخب مع كوريا الجنوبية قبل نهايتها وقدم تبريرات لا يمكن تصديقها او الاقتناع بها اضافة للعديد من الاشكاليات مع اللاعبين التي لم يعتد المنتخب عليها والتي جعلت التركيز على الساحة الاعلامية بمتابعتها ونقل ما يدور خلف الكواليس دون الالتفات الى المستوى السيء الذي ظهر به المنتخب نتيجة خطط مانشيني التي لا تناسب منتخبنا ولا طبيعة اللاعب السعودي وكأنه قادم لتنفيذ تجارب في وقت لا يسمح بذلك فقد يكون ذلك مقبولا لو انه تولى منتخب شباب وبدا باعدادهم للمستقبل هذا اذا كانت خططه واسلوبه مقنعاًمن الاساس ولكن حالة اقالة مانشيني لا ينظر لها فقط من الجانب الرياضي رغم ان هذا ما يعني المجتمع الرياضي والقاعدة الراسعة فيه التي كحال كل الشعرب تعتبر كوة القدم هي الرياضة
فالمتتخب الاول لكرة القدم تحديداً له اثر واعتبارات ليست رياضية فقط بل هو جانب مهم في تمثيل الاوطان واظهار التطور فيها من ناحية انعكاس التنمية على الفرد ودوره الحيوي في الرياضة التي تعد عامل مهم في تقييم تطور الدول كما انه عندما يحقق البطولات فهو يسلط الضوء على الدولة وانجازاتها بشتى المجالات بل وينعكس ايجاباً بزيادة الطاقة الانتاجية والتاثير الايجابي في الاقتصاد حيث يزداد بيع المنتجات الرياضية وهذا ما لوحظ في كل دولة حققت بطولة قارية او عالمية اضافة الى تشجيع الشباب بشكل اكبر على ممارسة الرياضة ويصبح دوري الدولة متابع عالمياً وتزداد مداخيله وقيمته
وبالعودة للمنتخب السعودي فإن المسؤولية في ضعف اداءه تقع على عاتق اتحاد الكرة الذي لم يحقق اي انجاز حقيقي يعكس حجم الانفاق الذي قام به على المنتخب والمقصود هنا هو عدم تحقيق بطولة امم آسيا التي سبق ان حققها المنتخب ثلاث مرات ووصل للنهائي اكثر من مرة رغم ان الدوري لم يكن العدد من الاندية ولا بمستواه الحالي القوي كما ان المنتخب في كأس العالم الاخيرة لم يتجاوز الدور الاول بينما في اول مشاركة عام 1994 انتقل لدور 16 وبنتائج ملفتة رغم مواجهته لاقوى المنتخبات الاوروبية في حينها ولذلك فإن دور اتحاد الكرة يعد كبيراً جداً في توفير الظروف الملائمة للمنتخب كي يحقق انجازات كبيرة فالمنتخب تجاوز مرحلة شرف المشاركة بكأس العالم منذ اول مرة شارك فيها وبعد ستة مشاركات واما على المستوى القاري فهو بطل لعدة نسخ ولذلك فإن الجماهير لا يقنعها الا تحقيق البطولة وهذا هو الامر الطبيعي الذي يعكس تاريخ الكرة السعودية التي تمتلك سجلاً يضعها في راس القارة الاكبر بالعالم
اقالة مانشيني تفتح التساول حول تقييم اداء اتحاد الكرة في ادارة شؤون المنتخب ولماذا عجز عن تحقيق البطولات او تقديم اداء مميز بكاس العالم والذهاب بعيداً في البطولة كما فعل ذلك منتخب المغرب بوصوله لدور نصف النهائي وماهو حجم الانفاق الذي صرف على المنتخب فالارقام التي يتم تداولها بفسخ عقد مانشيني كبيرة وبغض النظر عن دقتها لكن هناك خسارة اقتصادية غير ملموسة لاداء المنتخب وفاقد مالي بالتاكيد كبير دون ان ينعكس بنتائج توازي هذا الانفاق اضافة الى طرح التساؤل عن كيفية اختيار المدرب وجهازه الفني والاداري وهل الخطط التي وضعها الاتحاد للمنتخب وحدد اهدافه منها واقعية وقابلة للتنفيذ ان رحيل مانشيني ليس تبديل مدرب بأخر بل اعادة النظر بكل ما رسم للمنتخب ومن يديره ولماذا هذا الاخفاق حتى اللحظة بالنتائج والاضطرار لخطط انقاذ عاجلة باعادة المدرب السابق وماذا سيكون تبريرهم اذا لم يتمكن المنتخب من تحقيق نتائج افضل او عانى نتيجة نزف النقاط وتذبذب المستوى ليصل لنهاىي كأس العالم وهل سيعيد اتحاد الكرة النظر بلجانه واداراته التي لها دور بما وصل له المنتخب من موقف حرج كانوا بغنى عنه لو تم اختيار جهاز فني واداري مناسب للمنتخب وللنظرة المستقبلية له