د. محمد عبدالله الخازم
أكتب هذا المقال نهاية أسبوع عمل، فإن راق لكم أو فاعتبروه حالة (تسلل) فلتت من الـ(VAR) في الخميس الونيس. نبدأ بالتعريف، يوم غير رسمي أو خالٍ من الرسميات، نقصد به يوم يكون فيه اللبس (كاجوال) أو غير رسمي. مثلاً، يمكنني فيه عدم الالتزام بلبس الغترة في العمل والاجتماعات، لبس بدلة بدلاً من الثوب، لبس جزمة رياضية بدلاً من الحذاء الرسمي، عدم لبس ربطة العنق (الكرفتة)، لبس قبعة رياضية، عدم لبس (البشت) لمن يفرض عليهم ذلك أو لبس (الجنز) بدلاً من (اليونيفورم) الرسمي، إلخ.
في بعض الدول ، يعتبر يوم الجمعة هو اليوم غير الرسمي في موضوع اللبس باعتباره نهاية الأسبوع وتمهيداً للانطلاق نحو نهاية أسبوع مريحة. يمكن ملاحظة ذلك في الإعلام في لقاءات المسؤولين في تلك الدول، حيث نجدهم لا يبلسون ربطة العنق في ذلك اليوم أو يلبسون الجنز والقبعة الرياضية، إلخ.
عندما كنت أعمل خارج المملكة، كنت أرتاح ليوم الجمعة، وجزء من ذلك الارتياح - إضافة إلى قيمته الروحية وكونه آخر أيام العمل الأسبوعية - يكمن في التخلص من قيود اللبس الرسمي فيه. كنت أستمتع فيه بحضور العمل بدون ربطة العنق وببدلة غير رسمية. كانت حجتي بأنني أسير وفق ثقافة البلد الذي نعمل فيه، حيث الجمعة لديهم تعتبر يوم (كاجوال) في اللبس، بل وأستشهد أمام رئيسي الذي يقدس (ربطة العنق) عندما يعاتبني، بأن عليه ملاحظة المسؤولين الذين نلتقيهم يوم الجمعة أو ملاحظة وسائل الإعلام وشكل ظهور المسؤولين فيها، من يظهر بدون ربطة عنق ومن يظهر لابساً (جنز) ومن يظهر لابساً قبعة رياضية ...إلخ.
هناك جهات تطبق يوماً سنوياً للتخلي عن الزي الرسمي مثل مدارس الأطفال التي يكون لديها يوم (البيجاما) وفيه لا يفرض على الطلاب لبس الزي المدرسي، وإنما يكتفى بلبس المنزل العادي أو (البيجاما)، ولكم تخيل سعادة الأطفال وشعورهم البهيج بذلك اليوم كونه لا يلزمهم بقيود الزي الرسمي اليومي. طبعاً، لا نطالب بيوم البيجاما في العمل وإنما أورده كمثال لفكرة التغيير في اللبس الرسمي ووقعها الإيجابي في النفوس.
هنا لدينا بعض التوجيهات بخصوص الزي الرسمي، سواء المتعلقة بالبشت أو (المشلح) لذوي المراتب العليا أو الثوب والشماغ لطلاب الجامعات أو موظفي الدولة، إلخ. لست في وارد الاعتراض على ذلك ولست أراه إشكالية بالنسبة لي، حيث يأتي بهدف تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على الثقافة المحلية وغير ذلك من الاعتبارات، التي لها تقديرها.
الرأي الذي أطرحه في هذا المقال هو تحديد يوم في الأسبوع يكون غير رسمي في اللبس لدينا، وتحديداً ليكون يوم الخميس باعتباره آخر يوم عمل في الأسبوع. الفكرة ليست مجرد تغيير أو تقليد وإنما لأهداف نوجزها في التالي:
1 - تعزيز أجواء الاسترخاء في أماكن العمل واللقاءات الرسمية والدراسة.
2 - تعزيز الروح المعنوية للموظفين لما ينطوي عليه الأمر من شعور الحرية في اختيار ما تلبسه.
3 - تعزيز روح التزامل بين الموظفين، حين يلبس المدير مثل موظفيه.
4 - منح الفرصة ليعبر الناس عن ذواتهم واختياراتهم في لبسهم.
5 - وأخيراً، نعتبره استراحة لطيفة من القواعد الرسمية.
طبعاً، نؤكد على اقتراحنا للفكرة كمسألة اختيارية؛ أي لا نطالب بفرض لبس كاجوال في يوم معين، بل نقترح برفع الحرج في الالتزام بتفاصيل اللبس الرسمي لمن رغب في ذلك في آخر أيام الأسبوع، الخميس. لا أعلم هل يحتاج الأمر تنظيمات / تشريعات أم هي مجرد فكرة اجتماعية للمؤسسات تبنيها وإشاعتها؟.