حسن غالب
دعونا نتحدث في هذه المقالة بمعزل عن اللغة الدبلوماسية التي ما جلبت للعرب سوى العناء، وبعيداً عن مفردات الشحن والتجييش التي أصبحت مستنقعاً يجرنا إلى الأسفل منذ سنوات عديدة.
سأتحدث عن السعودية حيث كعبة المسلمين وقبلتهم الدينية عزيزة مصانة، وحيث يجب أيضاً أن يروها قبلتهم وبوصلتهم في السياسة والمواقف والتوازنات والاستراتيجية الفعّالة والمحترفة.
السعودية التي ما برحت تتلقى السهام من كل حدب وصوب، تارة عن جهل مركب أو حقد دفين، وتارة أخرى خدمة لأجندات إقليمية ودولية مشبوهة، ويا للعار كيف لعربي أو مسلم أن يتوجه بولائه وقلمه وموقفه للغريب المتربص، ويستل سيف العدو أو قلمه الموبوء بالجهل والحقد في وجه السعودية مادة العرب ومعدنها الأصيل، ووجهة العرب والمسلمين في الشدائد والملمات.
لطالما تساءلت وأنا أتابع الحملة تلو الأخرى تستهدف هذا البلد العظيم، ماذا ينقمون على المملكة العربية السعودية؟!
وأنت تبحث عن إجابة للسؤال! سترى السعودية تطوف العالم عرضاً وطولا، مرة لأجل استقرار اليمن العزيز، وأخرى إسناداً لمصرنا العظيمة، وثالثة سعياً لإقامة دولة فلسطينية عزيزة ومستقلة ورابعة حماية لسيادة لبنان المدمرة، بل وتذهب لما هو أبعد حيث الإنسان هناك في أوكرانيا، والقائمة تطول..
تحضر الدبلوماسية السعودية دعماً لقضايا العرب، وتتحرك أساطيلها براً وبحراً وجواً لإغاثة الشعوب المنكوبة بالحروب والصراعات والسياسات الاعتباطية غير المسؤولة.
ورغم ما تواجهه المملكة من حملات منظمة ومحاولات متكررة لزرع الشكوك وتشويه الصورة، تواصل السعودية تقديم الدعم دون انتظار مقابل، مستندة إلى قيم ثابتة تدفعها للوقوف إلى جانب القضايا العربية والإسلامية والإنسانية، وتواصل السير بثبات نحو تحقيق أهدافها بعزيمة لا تعرف التراجع، تُرسي دعائم الرخاء والتنمية، وتعزز مكانتها كقوة إقليمية فاعلة تنشد الاستقرار للمنطقة والسلام للعالم.
وهذه الجهود تأتي منسجمة مع مسؤولية تاريخية تتبناها السعودية بصفتها رائدة في محيطها، مُتصدّية لمحاولات زعزعة الأمن وإشعال الصراعات والحروب.
وعلى هذا النهج، تستمر السعودية في تأدية دورها بحكمة وشجاعة، في وقتٍ أصبحت فيه الحاجة ملحة لصوتٍ عاقل وفاعل يُترجم أحلام الأجيال ويعيد التوازن إلى العالم العربي، والصوت السعودي هو الأقدر على هندسة استقرار العرب، وتحقيق الرفاه لشعوبها، وهذه هي خلاصة رؤية أمير الشباب العربي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله تعالى.
** **
- صحفي يمني