أحمد بن عبدالله سعد السديري
من الطبيعي في هذه الحياة أن يتفاوت الناس في حجم عطائهم وسعة اطلاعهم ورقي فهمهم وعلو هممهم وشعورهم بالآخرين، فمنهم من تعلو به الهمم، ومنهم من تتدنى وتقعد بهم الهمم فيقبعون في مقاعد الاسترخاء والركون إلى الراحة وغير المبالاة، وهم أولئك الأشخاص الذين لايريدون أن يشكلوا منعطفات خير لأنفسهم أولاً قبل أن يشكلوها أو يمنحونها لغيرهم حتى لو أن بعض الأمور لاتكلفهم شيئا، وهم في الواقع قادرون لكنهم لايفعلون وكما يقول المتنبي...
ولم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام
وأهون ما على أولئك أن يلوذوا بالصمت أو بالإيماء برؤوسهم السبخة التى يبدو أنها لا تنبت فيها بذور الخير، وعلى النقيض من ذلك تماما سوف تجد أشخاصا بطبعهم إيجابيين ماضين في أفعالهم الطيبة ومكرسين جهودهم ومنكرين لذواتهم شغوفين بالعمل المخلص الجاد والسخاء المعتاد والعطاء المتفاني في سبيل أوطانهم ورفعة بلادهم ومساعدة الآخرين، ولكل قاصد لهم، ومن هؤلاء النماذج المشرقة جداً في وطننا الغالي صاحب المعالي الأخ توفيق بن عبدالعزيز السديري وصاحب المعالي الأخ فيصل بن عبدالعزيز السديري ومعالي الأخ عبدالوهاب السديري، فهناك ثمة قواسم مشتركة في تماثل الطباع لدى هؤلاء الإخوة الأعزاء فشمائلهم ألطف من أنفاس الصبا بما عرف عنهم من دماثة الخلق والتواضع والبذل، فحازوا من السمعة أحسنها، وأياديهم البيضاء بالخير ممدوة أوقل هي الروعة التى تتألق معانيها، وحق لي أن أشيد بهم وأشكرهم لما أعرفه عنهم فهم من أولي الفهم والمجالسة الطيبة الذين يضعون الأمور في نصابها الصحيح، ولعل من يقرأ مقالي هذا عنهم يحاول أن يقلدهم ويحاكيهم ويقتدي بأفعالهم الطيبة وسيرهم المحمودة، فتحياتي ودعواتي لهم بدوام التوفيق والنجاح والعمر المديد بإذن الله تعالى.