د. فيصل صفوق البشير المرشد
قرأت أخيرا (إشكالية التنمية وثروة النفط في الاقتصاد السعودي) الكتاب الذي أهداني اياه معالي الأخ العزيز الدكتور ماجد عبد الله المنيف الاقتصادي المعروف وخبير النفط الشهير.
والكتاب في الحقيقة هو مرجع لما حدث في السعودية اقتصاديا إلى حد ما من فترة الستينيات الميلادية إلى وقتنا، وكيف أثر استكشاف النفط على الاقتصاد السعودي والتفاعلات التي حدثت بينهما، وأدت إلى انتقال اقتصاد المملكة من اقتصاد بدائي إلى اقتصاد حديث يؤثر ويتأثر بالاقتصاد العالمي بعد أن كان شبه معزول نظرا لبدائيته.
هو كتاب أكثر من كونه تاريخا عما حدث من تفاعل بين النفط والاقتصاد السعودي، حيث احتوى بين صفحاته على تحاليل قيمة لتأثير اكتشاف النفط على الاقتصاد في المملكة، ونقل المملكة من بلد فقير ماديا إلى عضو في مجموعة العشرين الشهيرة. لا شك أن هذا الكتاب ذو قيمة علمية غنية ومرجع موثق.
فمن ناحية هيكلة الكتاب فهو سهل القراءة، وابتعد عن تصغير الكلمات ورص السطور وذو أسلوب شيق.
واحتوى على نقد بناء من الناحية الاقتصادية والإدارية، وكيف أدت الحكومة عملها وكيف أنها أحيانا فقدت الفرص نظرا لاهتمامها الزائد كدولة رفاه لصيانة استقرار المملكة اقتصاديا واجتماعيا. لقد لمس الكتاب جميع أوجه النشاط الاقتصادي وتأثير استكشاف النفطي عليه. وكم كان المؤلف موفقا حين تطرق لرؤية 2030 بالتحليل المفصل والترابط بين مواضيعها من أجل استمرار قدرة دولة الرفاه على القيام بالإصلاحات الضرورية من أجل استقرار المجتمع وازدهار المملكة. ولم ينس المؤلف ما يدور حول مستقبل النفط وكثرة النظريات المتشائمة وعكسها كمصدر دخل الدولة نفطية مثل دولة الرفاه المملكة العربية السعودية.
** **
- وكيل وزارة التخطيط الأسبق