م. بدر بن ناصر الحمدان
بدأ مفهوم «صناعة المكان» في ستينيات القرن الماضي، عندما بدأ بعض المتخصصين في شأن بناء وإدارة المدن الترويج لفكرة ملكية الناس للشوارع والأماكن العامة والفراغات بين المباني، وأحقيتهم بالعيش في الحيزات العمرانية غير الخاصة، وكذلك المناداة بأهمية تعزيز إعادة اختراع الأماكن العامة بشكل جماعي باعتبارها قلب المجتمع الذي يمكن من خلاله تشكيل المجال العام من أجل تعظيم القيمة المشتركة، وتيسير أنماط الاستخدام الإبداعية، وجعل هذه الأمكنة ملائمة لحياة الناس.
ماذا لو بنينا مدننا حول أَمْكِنَة التراث العمراني وجعلها جزءا رئيساً من حياة الناس، لكونها أكثر المواقع التي يمكنها أن تُكرس القيم المكانية ورد الاعتبار للإنسان، وأكثرها قدرة على تحقيق معايير الأماكن العامة التي تعتمد على بيئة اجتماعية يفضلها سكان المدن للتجمع والمصادفة والبحث عن الآخر، وجاذبيتها للأنشطة، وإمكانية الوصول، وتحقيق متطلبات الأنسنة، إضافة الى ما تحمله من قيم عمرانية وثقافية مرتبطة بذاكرة الناس، حتماً سنكون أمام منتج باذخ بالعمارة والناس.
يقول فريد كينت «لكل شخص الحق في العيش بمكان عظيم، والأهم من ذلك، أن لكل فرد الحق في المساهمة بجعل المكان الذي يعيش فيه بالفعل مكانا ًعظيماً».