محمد العشيوي - «الجزيرة»:
في إطار فعاليات «موسم الرياض»، تأخذ منطقة (سوق الأولين) إحدى مناطق موسم الرياض الزوار في رحلة فريدة إلى الماضي، حيث تُمثّل انعكاسًا حيًا لتراث المملكة العربية السعودية الغني والمتنوع، هذه الوجهة الاستثنائية تجمع بين أصالة الهوية الجغرافية لمناطق المملكة، وعراقة التراث، وجمال الفنون الشعبية، في أجواء تجمع بين الأصالة والحيوية.
وفي قلب المنطقة يجد الزائر نفسه محاطًا بتجسيد حيوي للهوية الجغرافية المتنوعة للمملكة، إذ تم تقسيم المنطقة إلى أقسام تعكس تراث كل منطقة من خلال المباني والألوان التي تحتويها، هذا التنوع الجغرافي يُتيح للزوار استكشاف تاريخ وثقافة كل منطقة بطريقة تفاعلية، مع عروض فنية ومجسمات تُعيد إحياء روح كل إقليم جغرافي.
في قلب المنطقة، تتواجد التحف العريقة والقديمة التي تعد نافذة على ماضي المقتنيات الأثرية وتتميز المنطقة بعرض قطع أثرية قديمة، بما يشمل أدوات منزلية وأزياء شعبية تعود لعقود ماضية، ولاتقتصر المنطقة على العرض، بل يتيح للزوار التفاعل مع المعروضات، مثل تجربة بعض الأدوات القديمة أو الاستماع إلى حكايات مرشدين تراثيين، ومشاهدة الأزياء القديمة التي تعكس روح المنطقة وهويتها التي تتخذ من اسمها النصيب، وتتجلى في المسرح روح الأصالة من خلال عروض المزاد التقليدي، حيث يتم تقديم عروض تمثيلية توضح كيف كانت تتم المزايدات التجارية في الماضي، وسط أجواء مليئة بالمرح والتفاعل، ويُضيف المسرح بعدًا ترفيهيًا وتعليميًا من خلال قصص شعبية تُروى بأسلوب مشوّق يعيد إحياء حكايات التجار والمسافرين، وعروض فلكلورية تتنوع بين رقصات تقليدية فلكلورية من كل مناطق المملكة، ويعد المسرح تجرية تجعل الزائر جزءًا من القصة، وكأنه أحد الحاضرين في سوق قبل مئات السنين.
وفي واحدة من أجمل زوايا (سوق الأولين) تحديدا بمنطقة سوق المزارعين، تبرز من خلالها الجانب الزراعي للمملكة، هنا يجد الزوار محلات صغيرة تعرض منتجات طازجة ومباشرة من المزارع المحلية، بما في ذلك الخضار والفواكه الطازجة، وتشكيلة متنوعة من المنتجات المحلية، مثل التمور، وغيرها، وتتميز منطقة السوق بأجواء تنافسية، حيث يتفاعل الباعة مع الزوار ويشاركون قصصهم وتجاربهم الزراعية، مما يخلق تجربة إنسانية فريدة من نوعها، في حين أن تصميم المكان بتصميم مستوحى من الأسواق الشعبية القديمة، مع بيوت طينية، وأرصفة حجرية، وزخارف تقليدية، وتضفي الأنشطة الحية والعروض الفلكلورية أجواء من الحماسة، حيث يشعر الزائر وكأنه عاد بالزمن إلى الأسواق القديمة، وتنتشر أكشاك تقدم المأكولات المحلية، مثل المرقوق، والجريش، والكليجا، والحنيني في أروقة المنطقة التي تعكس روحا من المأكولات الشعبية السعودية الشهيرة في كل منطقة على حدة، وتُعد منطقة «سوق الأولين» بمثابة منصة للحفاظ على التراث السعودي ونقله إلى الأجيال الجديدة، وتقدم للزوار من داخل المملكة وخارجها فرصة لاستكشاف الثقافة السعودية بأسلوب ترفيهي وتعليمي، وتعكس الأجواء التراثية روح الأصالة السعودية بما فيها دلال القهوة وأواني الطهي التي تحكي عن جلسات الضيافة العربية الأصيلة، وأزياء الماضي التي تُظهر الفخر الذي كان يُحاكي هوية كل منطقة.
وتستعرض الأجنحة في أقسام المنطقة متاجر تستعرض هوية المبيعات في مناطق المملكة بأكثر من 50 جناح منوع مثل العسل الطبيعي، والأزياء الشتوية، والأطباق المحلية، والتراثيات بأنواعها، وغيرها، ويبرز على الكوادر الوطنية الترحيب بالزوار بالزي السعودي الأصيل من الشابات والشباب، وتزينت المنطقة في (ديوانية الأولين) لتكون رمزا للضيافة بالقهوة السعودية والشاي والمشروبات الشتوية وسط خيمة محاطة بجلسات شاسعة على مسطح أعد خصيصا لتذوق المذاق السعودي في فنون الضيافة وسط أجواء شتوية لا مثيل لها، لتكون منطقة «سوق الأولين» إحدى المناطق المجانية في موسم الرياض التي عادت بحلة جديدة هذا العام، كما تضم المنطقة الواقعة في ساحة العروض بالدائري الشرقي، منصات تفاعلية تشمل أنشطة مثل حياكة السدو وتجربة الطهي، إلى جانب منطقة «سفرة الديرة» التي تقدم أشهى الأطباق الشعبية.