محمد العبدالوهاب
تظل لبطولة الخليج (بصمة) فارقة لدى جيل السبعينات الميلادية من لاعبين وإعلاميين وجماهير ببزوغ منتخباتها على الصعيد الخارجي لأول مرة، ومن خلال دورة الخليج كبداية، وبصرف النظر عن الفرحة العارمة التي صاحبتهم - وقتذاك - ببطولة يروا فيها منتخباتهم رغم البدايات البسيطة والمستوى الفني المتواضع جداً للاعبين إلا أنها فرصة أن يجدوا فرصة للظهور ومشاهدة جماهيرية من أبناء المجلس.
وإلى سنوات ما بعد التسعينات فلم تعد هذه البطولة كزخمها وأهميتها بعد أن حققت أهدافها التي أنشئت من أجلها، وهي تخطي الخليج إلى الصعيد القاري وتحقيق البطولات ومنها طرق أبواب التأهل للعالمية، وبالتالي أصبحت بطولة دورة الخليج أشبه بالإرث الجميل الذي يجب المحافظة عليه كذكرى وليس كبطولة يعتمد عليها أو الاستمرار بها، خصوصاً على مستوى الفريق الأول، على اعتبار أنه لم يُعد لها أهداف منتظرة، لا فنياً يرجى ولا تطويراً منها يُرتجى، وبالتالي آن الأوان بأن تختصر مشاركتها لفئتي - الأولمبي، والشباب - كمحطة مهمة لإعداد أجيال كروية تملك القدرة على المنافسات الدولية، وتكون رافداً مهماً لمنتخبات الفريق الأول، وبالتالي تكون فرصة لكسب الوقت الذي يتوقف فيها أيضاً الاستجابة وحب (الخشوم) الذي يستدعى فيه مشاركة المنتخبات الأساسية، والتي عادةً ما تكون ضحيته ضغطاً لروزنامة الموسم والتضارب مع استحقاقات الأندية الخارجية والمنتخب، خصوصاً في هذه الأوقات الحرجة التي تشهد فيها التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وما تحتاج إليه من إعداد واستعداد جيد لها بدون ضغوطات على اللاعبين وما سينتج عنها من إصابات (لا قدَّر الله).
هل تحقيق خليجي 26 مطلب؟
كعادته حينما يتجلَّى بأسلوبه الأكاديمي، من خلال طروحاته الرياضية الوطنية التي تتمازج بين المنطقية والقانونية، كان مقال الزميل د. نايف الحمد، بالأسبوع الماضي مشوِّقاً لحد المنتظر، لا أخفيكم أنني كنت أترقب الإجابة عليه من قبل الكثير من الرياضيين، خصوصاً من الجيل الواعِد الحالي الذي يدرك أن سقف طموحاته أن يكون منتخبه بطلاً للقارة الآسيوية والحضور المشرِّف بالمونديالات العالمية وليس ببطولة (تنشيطية) ولكن (ربما) هي مطلب لبعض رؤساء اتحادات اللعبة ليحقق من خلالها (Cv) تشفع له بأن مرحلة رئاسته شهدت نجاحاً في إسهامه بتحقيق منجز لمنتخبه حتى ولو كانت ببطولة ودية.
أم الألعاب
قبل أسبوع شاهدت برنامجاً عبر القنوات الرياضية السعودية، الذي أعده الزميل أ. محمد الخميس وكان ضيف اللقاء سمو الأمير نواف بن محمد، رئيس اتحاد ألعاب القوى السابق، تحدث فيها عن عمله في الاتحاد أبان رئاسته والتي - للأمانة - حققت وفق المقاييس إنجازات فريدة من نوعها على المستوى العربي والآسيوي وعلى صعيد الأولمبياد، وأعجبتني شفافيته ووضوحه التي لا يتقنها ويجيدها سوى الرجال (الذهبيين) والرموز التي أسهمت في الإنجازات المميزة والمشرِّفة للوطن، مؤكداً أن المواهب موجودة وبكثرة حتى الآن، ولكن ينقصها فقط المتابعة والاهتمام من قبل مسؤولي الاتحاد.
أقول: في الوقت الذي كنا ننتظر فيه - ويا كثر ما انتظرنا وننتظر- بأن يكون هناك ثورة تصحيحية ومسألة عن المسببات التي أدت إلى تدهور الألعاب السعودية في آخر أولمبياد، خصوصاً في الفروسية وألعاب القوى واليد والتايكاندو؟ إلا أنها مرت على رجالات رياضتنا مرور الكرام.
آخر المطاف
قالوا: هناك كلمات لها أصوات ذات طابع خاص.. لا تمر من خلال القنوات السمعية فحسب، بل تتجه مباشرة إلى العقل الذي يستوعبها ثم يحتفظ بها، وكلما شارفت على الاندراس تعاهدها العقل بالتجديد.