محمد بن عبدالله آل شملان
تتواصل أيادي الخير السعودية في القيام بواجباتها الإغاثية، يدفعها في ذلك قوة الرسالة التي تشرفت بأن تؤديها، والتي تروي عن شعبنا وقيادتنا الرشيدة، واستيعابنا وحكمتنا، وعملنا التاريخي وإرثنا الحضاري، وقيمنا الأخلاقية، وواجباتنا الإنسانية.
نصدح بذلك القول، ونحن نشاهد، وبفخر كبير، المبادرات التي خرجت من وطننا العظيم «المملكة العربية السعودية» لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق في مواجهة هذه الظروف الصعبة والتحديات الإنسانية هذه الأيام.
7 طائرات إغاثية سعودية ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تحمل على متنها، حزمة مساعدات غذائية وطبية وإيوائية عاجلة، خرجت على متن طائراتنا إلى لبنان الشقيق، حاملة معها سمات شخصيتنا الوطنية وقيمنا الرفيعة والأصيلة التي سنواصل المحافظة عليها، وسنضعها في عين الحرص والاعتبار، متجهة إلى مطار بيروت الدولي، وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله -.
إنَّ أيادي الخير تلك إلى لبنان هي شاهد عيان جديد، على منهجنا الإنساني الذي رسمه موحد هذا الوطن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، ذلك المنهج الذي يبرز دائماً بكل عفوية وصدق في إغاثة المنكوب والوقوف مع المحتاج، سواء أكان شقيقاً أم صديقاً، ما جعل وطننا نقطة ارتكازية في مسار الإغاثة وبذل الخير في أي بقعة واتجاه أي شخص.
ولعلّ الذي يتابع شأننا المحلّي، يدرك تمام الإدراك تاريخنا العريق والحافل بالعمل الإغاثي والإنساني الذي لم يكن الغرض منه اكتساب سياسي، أو انتظار غنائم أو ثناءات، حيث كان العطاء والبذل هو الجسر الذي يمده وطننا إلى جميع شعوب الأرض من دون النظر للون والعرق والدين.
معتزون أيما اعتزاز بدور ومنزلة وطننا عاصمةً إنسانيةً وحضاريةً، ومركزاً للبذل والعطاء والخير، ومثالاً على الفعل الإيجابي الهادف الذي يحمل في ثناياه الخير للعالم أجمع، وسنظل نمد الجسور الجوية لتعبر طائراتنا السعودية من المساعدات والطبية والإيوائية للمنكوبين واللاجئين في شتى العالم، حيث الإنسان غايتنا الأولى والأخيرة في زمن الرهانات والتحولات.
ستتسع خارطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، التي يخطّها وطننا غير مقترنة بأبعاد سياسية أو أحداث أو مواقف، في منهج إنساني راسخ رسمه «عبدالعزيز الخير»، ومبدأ رئيسي لا يمكن الاستغناء عنه، لتتوطد منزلة وطننا، عاصمةً إنسانيةً وحضاريةً، وأيقونة للتسامح والسلام، وأنموذجاً على الفعل الإيجابي الهادف، وفي مقاربة مباشرة ترمز بكل وضوح إلى منهجنا السعودي، حيث تبرز القوة الحقيقية للإنسانية التي ترمي لتخفيف الجراحات، واستهلال واقع ومستقبل جميل للأجيال.
وسيستمر وطننا في القيام بواجباته تجاه الإنسان، أينما حل وارتحل، وسيواصل بكل عزيمة وإرادة قوية على أداء رسالته، ليصبح العمل الإنساني منهاجاً وفكراً وعملاً وطنياً متأصلاً في شخصيتنا الداخلية والخارجية، يرثه الأبناء عن الآباء، راوين عن أصالتهم وعلو ثقافتهم، وبياض مجتمعهم، وهويته الإنسانية المخلدة.
مشاعرنا وأحاسيسنا مع لبنان الشقيق، أصوات الأمل، ونغمات الشرق، القادمة من وراء الجبال الشامخات المنيفة، وغابات الأرز الشامخة في مرتفعاته والراسخة في ترابه.. نتطلع بكل شوق وصبر إلى تعافيه ليرجع لبنان التطور والازدهار، ونرددها دوماً: «السعودية كتفها بكتفك يا لبنان».