علي حسين (السعلي)
أكثر من 1000 دار نشر ووكالة، فعاليات ثقافية متنوعة، منطقة المانجا، ركن الكوميكس والكثير مما يعج به معرض جدة للكتاب عام ألفين وأربع وعشرين ميلادية من فعاليات متنوعة، ورش موسيقية روائية فنية حتى لأصحاب الهمم، كان لهم حضور وندوة، مرورا بعام الإبل، الإرث الضارب في تراثنا المحلي والعربي والعالمي، أمسيات شعرية ولقاءات ثقافية وتواقيع كتب لأبرز مثقفي المملكة والخليج، منذ فترة ليست بالقصيرة لم أحضر معارض كتب فيما تقيمه هيئة الأدب والنشر والترجمة إيمانا مني بتكرار الأسماء والفعاليات والأنشطة فعزفت عنها - وكنت موفقا في ذلك - ويبدو كنت مخطئا ولم يجانبني الصواب في الأغلب منها، والآن بعد أن حضرت ليومين متتاليين في معرض جدة للكتاب وتجولت في أغلب دور النشر بالمعرض، أخذت راحتي كثيرا متصفحا تلك الكتب الجميلة غلافا والجيدة في الأعم محتوى، الحقيقة بلا مجاملة وإن كانوا يستحقون أرباب هيئة الأدب والنشر والترجمة هذا المديح طبعا، فهذا العام معرض الكتاب 2024 في جدة غير من عدة جوانب: أولها الحضور النسائي للشواعر والمتذوقات للثقافة والأدب الطاغي طيلة أيام المعرض وكان هناك تعطش منهن للغوص في عالم الثقافة والأدب والمعرفة بالجديد من الكتب وتلك العوائل الجداوية المثقفة تراهم بين جنبات المعرض مبتسمين مع أطفالهم، فهناك الورش الفنية والموسيقية والثقافية والروائية تعج بالمعرض وذاك المسرح الذي ضم عديدا من الندوات واللقاءات والنقاشات المثرية بكل نواحي الثقافة الغزيرة، وكان للشعر حضوره الفاتن من خارج المملكة وداخلها، والأجمل والأبرز في فعاليات وأنشطة وأماسي جدة تقرأ 2024 عدم تكرار الأسماء وهناك وجوه شابة وشابات تتفتق معرفة وإبداعا سيثبت القادم من الثقافة أنهم أهل لها بلا شك ولعلي هنا أبرز من وجهة نظر سعلية بعض الملاحظات التي لا تمت للثقافة بصلة، بل اسميها شحاذة شرائية قد يختلف معي الكثير فيها وهذا حقهم.. ومن تلك الوقفات التي شاهدتها:
- نفر من الكتاب والكاتبات يسعون حثيثا إلى بعض الزوار في المعرض لشراء كتبهم، البعض استساغها ضاحكا والبعض رفض يشتري قبل أن يقرأ الفهرس ونبذة عن الكاتب/ة ! وتبقى هذه الشحاذة الثقافية مقززة للبعض والآخر يرى ذلك حقا مشروعا للكتاب وربما للفت الانتباه وشد اهتمام الجميع لهم.
- هناك أمسية شعرية حضرتها جميلة من شاعرين من تونس والعراق الشقيقين، إبداع بصراحة وثلاثة سعوديين الأول حاول ملاحقة إبداع الخبرة ويبدو لم يستطع لكن يحسب له أنه حاول، إما من خلال الشاعرين الآخرين السعوديين الشابين تجربة ونضحا فقد حاولا دون جدوى من تفاعل الحضور معهم رغم أن لديهما بعض ما يقولانه حاول بعضهم الصراخ ولم يجد، بصراحة هنا نهمس للمنظمين لقد وضعتم الشاعرين السعوديين الشابين في مأزق المقارنة وهذا ظلم لنثر إبداعهم أمام الحاضرين شعرا.
- جناح المؤلف السعودي والله المستعان، كم أحزنني وأنا أوقع روايتي «حكاية كيد» عدم حضور معظم زملاء الصحافة الثقافية المكتوبة منها والإلكترونية لي ولغيري الكثير رغم أن مسؤولي الجناح لم يقصروا، بل هناك استقبال حار وبشغف بالغ، وهناك نقطة مهمة مكان الجناح أظنه في المعرض هذا العام بجدة لم يكن مناسبا، ولم يحظ باهتمام للمؤلفين السعوديين، بل لا بطاقات تسمح بالدخول لهم ولا حجوزات ولا أي شيء حتى أحد الشباب في سن أولادي استوقفني لأني لم أحجز، فقلت له: أنا مؤلف سعودي عندي روايتي أوقعها مساء اليوم بعد دقائق تنطلق، تعرفون ماذا قال لي هذا الشاب؟ قال لي وفي وجهي كأنها قنبلة هيروشيما! قال: «إيش يعني مؤلف سعودي؟! أفا يالعلم جلست أقهقه وهذا الشاب ومسؤولوه يتفرجون.
- غياب تام عن اهتمام فن القصة القصيرة والمسرح من مسرحيات من فعاليات معرض جدة هذا العام للكتاب بشكل يفرح عشاقهما ولا أعلم لماذا هذا الغياب وهذا لا يعني أن معرض جدة للكتاب لم يكن ناجحا، بل موفق جدا شاكرا لهيئة الأدب والنشر والترجمة هذا الجهد الجميل والتقدير..
- تعامل المنظمين مع حركة السير مزعجة للمثقفين، المثقف يا سادة لا يحتاج أن يقف في الصفوف لأجل استجابة دعوة من صديقه المثقف يوقع كتابه، هذا عيب في حق المثقفين، أن يجبر من منظم في مكانه أولاده يجبره أن يصطف عنوة بطريقة اضطرت البعض للخروج معتذرا على هكذا تعامل.
سطر وفاصلة
الشوق قتلتي يا كل أشواقي
ذاب الحنين ولها يا كل عشاقي
يا وردتي يا زهرتي يا خجلا
أكتبه حرفا مبخرا في أوراقي
أتذكرين أولا تذكرين حين كنا
نغني (أنت في الهوى أحداقي)
يدي وفمي يرشف شهدك
وهوى شوقا بجمر احتراقي