عبد الله الصالح الرشيد
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}
بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره محتسبة صابرة، تلقينا هذه الأيام خبراً حز في نفوسنا وهو رحيل أحد رجالات الوطن البارزين المخلصين.
كان في حياته ملء السمع والبصر، يشع وطنية وإخلاصا، ووفاءً لخدمة هذا الوطن الكبير المعطاء، ملأ مشوار حياته إنجازا وإبداعا. وكان مثال الرجل الشهم النبيل المخلص الذي ترك أطيب المثل والأثر في حياته الحافلة.
ولازلنا نتذكر ونحن في مراحل حياتنا الدراسية الأولى كنا نسمع ونتابع مسيرته العملية والتربوية في سلك التعليم، وكان وقتها في ريعان شبابه نضارة وحيوية.
قبل ستين عاماً، كانت تتلقفه المراكز التعليمية والإدارية وتفتح مصراعيها وذراعيها للمبدعين من أمثاله. ومن ينسى منا السمح الرضي صاحب الوجه المضيء والمسؤول الحصيف الوفي أبا علي الإداري الرمز والقدوة الحسنة.
ومهما كتبنا لا يمكن أن نحيط بتسجيل إنجازاته، قبل ستين عاما كانت إدارة التعليم بالرياض تمثل في عهده مكانة وزارة مصغرة أو تشبهها، وأنا كنت أعمل في ذلك الوقت مديراً وسكرتيراً لمكتب مدير عام الشؤون الإدارية بالوزارة المربي الجليل والمدير القدير الأديب عبد الله أبو العينين -رحمه الله- وكان عبد الله النعيم لا يكتفي بعمله مديراً عاماً للتعليم بمنطقة الرياض، بل يعتبره وزراء المعارف لكفاءته وعضوا فاعلا في معظم اجتماعات الوزارة الحيوية.
أما في حياته الإدارية، عندما تسنم هرم أمانة ومهام مدينتنا الحبيبة وعاصمة بلادنا الغالية الرياض فحدث عن إنجازاته الباهرة ولا حرج، وكان باب مكتبه مشرعاً وأذنيه مفتوحتان لمراجعي الأمانة.
رحم الله أبا علي وأسكنه فسيح جناته مع عباده الصالحين، ويلهم الجميع بفقده الصبر والاحتساب.
ولا نقول في الختام إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. والله المستعان والصبر الجميل.