فاطمة بنت عبدالله الشهري
نشأنا في مجتمع يتسم بالمحافظة على العادات والتقاليد، وأصبحت مغروسة فينا وتشربناها حتى كبرنا. كانت حياتنا عبارة عن صور وقصص كفاح ملهمة حتى وصلنا لما نحن عليه من تقدم وازدهار نحسد عليه، وكأي مجتمع متحضر لابد أن يدفع ضريبة هذا التغير المتسارع في حياتنا، وهذا طبيعي لا مفر منه، وأمام المتغيرات الحديثة المتسارعة ظهرت بعض المشكلات الاجتماعية، منها ما يهدد تكوين الأسرة المستقبلي، ولم تكن موجودة في السابق.
نعم، مشكلات بدأت تظهر على أجيالنا الحالية، وباتت تؤرق مضاجعنا، ومنها ما أصاب شبابنا وبناتنا في اختيار شريك الحياة والذي أصبح كل من الطرفين يبني الحياة المستقبلية بالانطباعات والمشاهدات التي يستمدها من وسائل التواصل الاجتماعي من مواصفات الشريك إلى الوضع المادي إلى الأحلام الوردية؛ فأصبحت المقاييس واحدة والأحلام واحدة، وأضحت الأمنيات غير معقولة.
وبدأنا نتساءل: ما الذي أصاب المجتمع؟ هل هي التربية أو الثقافة أو التأثير القوي لهذه الوسائل التي ظلمت شبابنا وبناتنا بخزعبلات واهمة وماديات كاذبة، أبطالها المتسيدون لبرامج السناب شات والتيك توك.. إلخ، حيث إنهم يرسمون صورا غير معقولة وكاذبة للحياة، ولا نقول الكل، بل الأكثرية الذين يصورون الحياة بطريقة غير صحيحة، مما كانت سببا في حدوث كثير من المشكلات النفسية على أبنائنا؛ فمنهم من أصيب بالإحباط، ومنهم من أصابته العنوسة؛ لأنهم ينتظرون الحياة الوردية الزائفة الخادعة التي لم يستطيعوا الحصول عليها، مما يحتم علينا أن يقوم كل بدوره بدءاً من البيت مروراً بالمدرسة وبقية مؤسسات المجتمع، وكذلك باقي المؤثرين الأخيار في توضيح كيفية الحياة والعيش فيها بصورتها الحقيقية وأن نتصدى لهذه القنوات التي سببت الكثير من الضرر النفسي والاجتماعي، ونرجع لواقع الحياة التي تعتمد على العلم والدراسة والكفاح.. لتصنع سعادتك بنفسك.