عبدالكريم بن دهام الدهام
هُويّة منطقة الحدود الشمالية التي أطلقتها أمانة منطقة الحدود الشمالية في منتدى الأفلام السعودي 2024م بمدينة الرياض، الذي اختتم مؤخراً، تعبر عن الإرث الثقافي والتاريخي للمنطقة، وتحمل شعار «منطقتنا.. فخرنا».
الهُويّة الجديدة بحسب ما أكَّد المشرف العام على المشاريع بأمانة منطقة الحدود الشمالية المهندس نبيل عبدالعزيز شكري، خلال المنتدى الذي أقيم على مدى أربعة أيام، بحضور نخبة من المتخصصين ورواد المجال، والمنتجين العرب والعالميين، بأنَّ «المنطقة تمتلك مقومات طبيعية وثقافية فريدة تجعلها خيارًا مثاليًا لصناع الأفلام. من خلال مشاركتنا، نهدف إلى إبراز هذه الموارد وجذب المزيد من الإنتاجات السينمائية للاستفادة من هذا التنوع البصري الفريد».
ويعكس هذا المنتدى للنظرة الفاحصة لسمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، الذي جعل من الأفلام في المملكة ذات منزلة عالمية، بما تتميز به من مقومات، ومكن وطوّر صناعة الأفلام، وعزّز فرص الاستثمار والشراكات فيها، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية الثقافية المستندة إلى مستهدفات رؤية المملكة 2030 ذات العلاقة، وتمثل دعوة مفتوحة إلى العالم بأكمله لاكتشاف مدى الغنى والتنوع الذي تحوزه المملكة، وما تزخر به من جميع الفرص والإمكانات الكبيرة.
كما تهيئ مجموعة واسعة من الفرص الواعدة الرامية إلى بناء مستقبل مشرق لصناعة الأفلام والفنون في المملكة.
الحدود الشمالية منطقة غنية عن التعريف للقاصي والداني، فالجميع يعلمون تاريخها وجمالها الطبيعي الفريد الذي يمتزج بين بساط زهور الخزامى في الربيع والثلوج التي تغطي الأرض في الشتاء، والصقور المهاجرة التي تعبر سماءها كل عام، مما يخلق مشاهد ساحرة تلهم مخرجي الأفلام لتصوير أجمل اللقطات السينمائية، ولم يعد صيتها ينحصر على طبيعتها الخلابة بل تعدّى أيضاً إلى مواقعها الأثرية التي تعكس تاريخًا حضاريًا عريقاً، واحتضانها العديد من المتاحف والمعارض الفنية والمراكز الثقافية التي تترجم أصالة منطقة الحدود الشمالية وتاريخها وفنونها وتقاليدها، ما أسفر عن تتويجها في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو.
أمير منطقة الحدود الشمالية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود دائماً ينوّه إلى ما تحظى به قطاعات الثقافة والتراث والآثار في المملكة من دعم غير محدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ، ويؤكد أن مستهدفات رؤية المملكة 2030، وضعت تطور الثقافة جزءاً أساسياً لأهدافها التنموية لتنمية القطاع الثقافي السعودي بكل أبعاده الإنسانية والحضارية، وينادي سموه إلى استثمار المقومات التاريخية والتراثية والموروث، وكذلك الميز النسبية في المنطقة لما تمتلكه من مقومات كبيرة في السياحة الشتوية والبرية الموسمية وما تحتويه من مواقع سياحية وتاريخية وأثرية متنوعة.
الهوية الجديدة التي قدمتها أمانة منطقة الحدود الشمالية بمتابعة من أمين المنطقة المهندس هشام بن محمد العوفي تجسد بكل وضوح العروض والتجارب الغنية التي تقدمها منطقة الحدود الشمالية للجهات المحلية والإقليمية والدولية على السواء، المتخصصة في الإنتاج وبناء الاستوديوهات الذكية والتقنيات السينمائية، ليكون دعوة للتعمّق أكثر في أسلوب خصائصها ومميزاتها، والسعي إلى تعزيز قيم الإبداع في صناعة الأفلام، واستكشاف جميع الفرص التي توفرها.
الهوية الجديدة تبرهن على نقاط قوة منطقة الحدود الشمالية الجوهرية المتمثلة في المقومات الثقافية والتاريخية والاقتصادية التي تتميز بها، وتسعى بها إلى تثبيت منزلتها وجهةً رئيسيةً لصناعة الأفلام على مستوى الساحة السينمائية العالمية.
منطقة الحدود الشمالية لها خصوصيتها وأجواؤها المثالية في صناعة الأفلام، وشعارها الجديد المستوحى من الرؤية الطموحة الثقافية والفنية 2030 يعكس بشكل بارز قيمة الحياة والإنسان والعمران والتراث والطبيعة في الوقت نفسه، وهي حريصة على أن تبقى في أجوائها وبصرياتها بيئة مثالية لتصوير الأفلام الوثائقية والتاريخية.