سليمان الجعيلان
صحيح أن مدرب الهلال جيسوس حقق مع الزعيم العالمي ألقاباً محلية وحطم أرقاماً قياسية، ولكن هذا لا يعني عدم مناقشة أو مناظرة جيسوس على بعض قناعاته وقراراته الفنية الخاطئة، والتي كلّفت الهلال الخروج من بطولات محلية وقارية كانت سهلة، بل في متناول اليد، لو أجاد جيسوس التعامل معها فنياً وتكتيكياً!
وصحيح أن مدرب الهلال جيسوس قدَّم مع فريقه مستويات رائعة ونتائج مبهرة، ولكن هذا لا يعني عدم مصارحته ومكاشفته على سوء اختياراته وتغييراته للاعبين، والتي أفقدت الهلال قوته الدفاعية وهيبته الفنية، وهي من سمحت باختراق دفاع الهلال بطريقة سهلة وسلسة حتى من الفرق الصغيرة!
وصحيح أن مدرب الهلال جيسوس يمتلك عقلية احترافية ولديه ثقافة تدريبية أوروبية، ولكن هذا لا يعني عدم مساءلة أو محاسبة جيسوس على تساهله وتهاونه في إشراك لاعبين في بعض المباريات وهم غير جاهزين طبياً وبدنياً، مما تسبب في تفاقم إصاباتهم وزيادة فترة غيابهم، وأعني هنا اللاعبين مالكوم وميتروفيتش، وهو ما فرض على فريق الهلال بعض الفوضى الفنية، وما حدث وحصل عقب خروج ميتروفيتش في الدقيقة الـ(10) من عمر مباراة الهلال أمام الاتحاد ما هو إلا نموذج ومثال!
وصحيح أن مدرب الهلال جيسوس يتميّز بقوة الشخصية ولديه نظرة فنية، ولكن هذا لا يعني إغفال أو تجاهل أن جيسوس ما زال مستمراً، بل ويصر على مجاملته لبعض اللاعبين وعلى تحطيمه للاعبين آخرين بفضل قناعاته وقراراته الفنية الخاطئة، والتي قد تفقد الهلال أهم لاعبيه ومواهبه، وأتحدث هنا عن اللاعبين مصعب الجوير وحسان تمبكتي، اللذين يقدمان مستويات مبهرة مع المنتخب ولا يجدان موقعاً لهما داخل الخارطة الهلالية!
وبالمناسبة، هل يعلم جيسوس أن مصعب الجوير الذي جدَّد الهلال إعارته لفريق الشباب بقرار من جيسوس هو من قاد الهلال للفوز على صاحب الأرض والجمهور فريق الوداد المغربي في بطولة كأس العالم للأندية 2022 التي أُقيمت في المغرب.
حتى إن مدافع الهلال السابق جانج هيون ظهر وتحدث عقب تلك المباراة وعن تلك اللحظة لموقع FIFA قائلاً: (شعور لا يصدّق أن مصعب عمره 19 عاماً فقط هو لاعب صغير جداً لكنه تحمَّل مسؤولية تسديد ركلة الجزاء الخامسة بكل شجاعة) انتهى حديث جانج هيون الذي كان في موسم 2022.
أما في هذا الموسم فهل يعرف جيسوس أيضاً أن مصعب الجوير حقق جائزة أفضل لاعب واعد في الدوري (3) مرات؟
هذا عن مصعب الجوير، وبالنسبة لحسان تمبكتي فيكفي ما قدَّمه في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي بعد طرد علي البليهي وكوليبالي، عندما استطاع حسان أن يتحمَّل المسؤولية بشجاعة ويقود دفاع فريقه الهلال ببسالة طوال الشوطين الإضافيين، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ لم يعتمد جيسوس على تمبكتي لتصحيح الأخطاء الدفاعية، وأعاده لدكة البدلاء، ليس هذا فحسب، بل أصبح جيسوس يحاول أن يبرر ويفسر أخطاء علي البليهي الدفاعية الكوارثية؟!
وعلى كل حال، هذه الاستدلالات والاستنتاجات ليست جحوداً ونكراناً لما قدمه مدرب الهلال جيسوس في الفترة السابقة، وليست ترصداً وتصيّداً لأخطائه الواضحة بقدر ما هي رسالة مباشرة لإدارة نادي الهلال بضرورة الجلوس مع جيسوس لتصحيح قناعاته وقراراته الخاطئة؛ لأن الهلال لا يمكن أن يمضي بعيداً بهذه الأخطاء الفنية وهذه الكوارث الدفاعية في المنافسة على الدوري والمسابقة القارية، فضلاً عن المشاركة العالمية المنتظرة للهلال، والتي لا تحتمل المزيد من العناد أو التعنّت سواء من جيسوس أو من غيره، في ضرورة دقة تقييم وتقويم وضع الهلال الآن، وفي أهمية تلبية احتياجاته الفنية قبل فوات الأوان؛ لأن في النهاية الخاسر كيان الهلال وليس مدرب الهلال.