سطام بن عبدالله آل سعد
خسارة الهلال أمام الاتحاد في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أظهرت ثغرات في الفريق امتدت من غرفة الملابس إلى المستطيل الأخضر، ليلة تراجع فيها الزعيم فاقدًا لمعانه وقوته وهيبته، ليضع الجميع أمام تساؤلات حقيقية حول جاهزية الفريق لمواجهة التحديات القادمة.
الغياب وهشاشة البدائل
إصابة ميتروفيتش جاءت كأول ضربة موجعة، وكشفت بشكل مؤلم غياب البدائل القادرة على حمل عبء الهجوم.
إدارة الهلال كانت تعرف جيدًا أن الاعتماد على لاعب واحد بهذا الحجم مخاطرة، لكنها اختارت تجاهل التحديات. إذا كان الهلال، بكل تاريخه العريق، لا يستطيع إيجاد بدائل تعوِّض غياب نجم، فهذه مشكلة تستحق التوقف عندها طويلاً.
لاعب يحمل فريقاً بمفرده
مشهد سالم الدوسري وهو يتحامل على نفسه بعد المباراة يختصر الكثير، فسالم، اللاعب الذي يمثِّل الروح والشغف في الهلال، يتحمَّل عبء فريق كامل. غيابه أو تراجع مستواه يعني أن الهلال يفقد أهم أوراقه الهجومية. لكن السؤال الأكبر هنا: هل يجب أن يعتمد فريق بحجم الهلال على لاعب واحد؟ الإجابة واضحة، لكنها مؤلمة.
هفوة تكتيكية أم ضغوط نفسية؟
هل يفتقد علي البليهي اللياقة الذهنية الكروية أم أن أسلوبه أصبح مكشوفًا؟ اللاعب، الذي كان ركيزة دفاع الهلال، وجد نفسه في مواجهة عاصفة من الانتقادات بعد مراوغة كريم بنزيما، التي أبرزت خللاً في المنظومة الدفاعية. إذا لم يتحرك الهلال سريعًا لمعالجة الأخطاء ودعم لاعبيه نفسيًا وإعادة بناء جاهزيتهم الذهنية، فإن استقرار الفريق سيصبح مهددًا في اللحظات الحاسمة. فكرة القدم، هي معركة ذهنية تتطلب تركيزًا دائمًا وقدرة على تجاوز المواقف الصعبة دون الانهيار.
مدرب عالمي بأخطاء محلية
لا شك أن جيسوس مدرب كبير، لكن الكلاسيكو كشف نقاط ضعف في قراءته للمباراة وإدارته للزمن التكتيكي. ورغم أن الإصابات وانخفاض مستوى بعض اللاعبين شكّلت قيودًا على خياراته، إلا أن تأخره في إجراء التغييرات واعتماده على خطط غير ناجحة أثار تساؤلات الجماهير: هل هذا هو المدرب القادر على قيادة الفريق في الأوقات الصعبة؟ جيسوس مطالب اليوم بإثبات أنه ليس فقط صاحب اسم كبير، بل رجل ميدان قادر على التعامل بذكاء مع التحديات وإعادة الفريق للواجهة رغم الظروف.
زكاة الهلال
منذ انضمامه للهلال في 2021، لم يقدِّم عبدالله الحمدان ما يبرر استمراره كلاعب أساسي في فريق يعتاد القمم وصناعة المجد. مركز الهجوم في الهلال ليس مجرد رقم، بل مسؤولية تتطلب الحسم، والعقلية القتالية، وتحويل الفرص إلى أهداف. فعلى الرغم من كل الفرص التي أتيحت له، بقي الحمدان بعيدًا عن تطلعات الجماهير ولم يظهر أي تطور في مستواه أو فكره الكروي. فإذا كانت بطولات الهلال تُخرج زكاةً في صورة لاعب، فهل أصبح الحمدان تلك الزكاة التي تكلِّف الفريق نقاطًا وألقابًا في وقت يحتاج فيه إلى من يصنع الفارق؟ الهلال ليس ساحة لتجارب المواهب، بل موطن للحسم والانتصارات، واستمراره يعني المزيد من الإحباط، ما يجعل وقت القرار الحاسم قد حان.
رسالة
الهلال ليس ناديًا عاديًا، بل رمز للقمة ومصدر للفخر، لكن استمرار الأخطاء الإدارية والفنية يهدِّد مكانته التي بناها بسنوات من العمل والإنجاز. الفريق بحاجة ماسة لإعادة الحسابات على جميع المستويات، من التخطيط الإداري إلى الأداء الفني. لا يمكن لفريق بحجم الهلال أن يُبنى على لاعب واحد أو يتحمَّل غياب البدائل، ولا يمكن أن يستمر في منح الفرص لمن لم يثبت جدارته.
إن إصلاح المنظومة يبدأ من الداخل، بإعادة هيكلة الأولويات وإعطاء الفرصة لمن يصنع الفارق. فالجماهير لن تقبل بأقل من فريق ينافس بشراسة ويعود للبريق الذي يليق باسمه وتاريخه. الهلال أكبر من الأسماء، وأكبر من الظروف، ولن يكون في القمة، إلاّ إذا واجه تحدياته بشجاعة وحسم.