د. محمد عبدالله الخازم
يبدأ تعلم اللغة الإنجليزية في مراحل التعليم الأولى، ورغم ذلك ينهي البعض الجامعة وما بعدها دون التمكن منها كما يجب. حتى أن البعض يسأل عن جدوى تعليم اللغة الإنجليزية في التعليم العام، بحجة أن ما يتعلمه دارسها في أمريكا أو بريطانيا لمدة شهرين يعادل ما تعلمه في سنوات في التعليم العام. ويأتي الضغط بعد مرحلة التعليم العام على الجامعات والكل يطالبها بتحقيق احتياجات سوق العمل وأبرزها إجادة اللغة الإنجليزية.
أحد معاناتنا في تعلم اللغة الإنجليزية، كانت في عدم فهم طبيعة وصعوبات/ معوقات تعلمها من قبل المعلمين والمعلمات. لو كنا نعرف حينها، كمتعلمين ومعلمين، الصعوبات لربما اختصرنا وقت تعلمها ويسرنا سبلها وجودنا أداءها.
يبدو أن مركز اللغة الإنجليزية بجامعة الأميرة نورة أدرك الحاجة إلى نقاش قضايا تعلم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، فرتب لعقد مؤتمره (29 يناير 2025م) تحت عنوان «مستقبل تعليم اللغة الإنجليزية».
ملحوظة من المتخصصين، علينا القول لغة أجنبية وليست ثانية لأن لدينا لغة رسمية واحدة، اللغة العربية، وبقية اللغات أجنبية.
أشكر سعادة رئيسة اللجان المنظمة، عميدة المركز، الدكتورة دينا الشعلان، دعوتها الكريمة لحضور المؤتمر، وألخص هنا أهم صعوبات تعليم اللغة الإنجليزية، وفق اجتهادي وبحثي وليس وفق أجندة المؤتمر:-
1- مستويات الكفاءة المتنوعة: غالبًا ما يأتي الطلاب بمستويات متفاوتة من الكفاءة في اللغة، لذا يتطلب الأمر فهم ذلك حتى يتم تلبية احتياج الجميع وفق مستوياتهم بشكل فعال.
2- الاختلافات الثقافية: تنوع الخلفيات الثقافية يؤثر على أنماط التعلم وتفضيلات الاتصال وسلوك الفصل الدراسي. يتطلب الأمر الحساسية تجاه الخلفيات الثقافية والقدرة على مراعاتها والتكيف معها.
3- الدافع والمشاركة: الحفاظ على تحفيز الطلاب وانخراطهم ليس بالأمر السهل، بالذات في ظل معاناتهم مع اللغة أو عدم إدراك أهميتها في حياتهم.
4- قلق اللغة: يعاني بعض المتعلمين من القلق/ الخجل/ الرهاب عند التحدث بلغة جديدة، بشكل يعيق المشاركة والتقدم في تعلمها.
5- مشاركة الأسرة: إشراك الوالدين في عملية التعلم أمر مهم. أحياناً لا يتحقق ذلك، بالذات إذا لم يتحدثوا الإنجليزية أو كانت لديهم توقعات تعليمية مختلفة.
6- التعرض المحدود: يحتاج المتعلمون فرصا كافية لممارسة اللغة الإنجليزية خارج الفصل الدراسي. عدم توفر ذلك، يعيق تقدمهم الإجمالي.
7- الصعوبات الصحية: الصعوبات الصحية مثل مشاكل السمع وغيرها من الإعاقات تؤثر على تعلم اللغة. هنا يتطلب الأمر تجهيزات مساعدة متخصصة.
8- الموارد المحدودة: تعليم اللغة يتطلب الوصول إلى مواد التدريس أو التكنولوجيا المناسبة، وغياب أو ضعف البيئة التعليمية التفاعلية والجذابة يؤثر على جودة تعليم اللغة.
9- تحديات التقييم: تقييم كفاءة اللغة والتقدم المحرز فيها من الأمور التي يصعب قياسها بدقة، حيث قد لا تعكس الاختبارات التقليدية بدقة قدرات المتعلم أو أسلوب التعلم.
10- إدارة الفصل الدراسي: هي أبجديات التعليم، إدارة فصل دراسي متنوع بمستويات مختلفة من القدرات والخلفيات الثقافية يتطلب مهارات تدريس عامة وخاصة بمجال تعليم اللغة.
11- تدريب المعلمين: تعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية يتطلب تدريب كافة المعلمين للالمام بتفاصيلها وإستراتيجيات تعليمها.
12- التحديات التقنية: تطور وسائل الترجمة الفورية والذكاء الصناعي وغيرها يشكل أحد أهم تحديات تعلم وتعليم اللغات.
لن أخبركم، باي الصعوبات عانيت منها عند تعلم اللغة، وأكتفي بالإشارة إلى أن الصعوبات والتعامل ضرورة نحو تنمية المرونة والإبداع والرغبة في التعلم والتكيف. بالتوفيق لمؤتمر جامعة الأميرة نورة للخروج بما هو مفيد في تطوير تعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية.