د.نايف الحمد
لم يكن ظهور الهلال في الجوف عادياً، بل كانت إطلالته على جماهيره مفعمة بالحب والسحر والجمال.. ورغم أن الهلال يعيش ظرفاً استثنائياً وخروج من بطولة محلية لم يعتده في الفترة الأخيرة، إذ تمكن من تحقيق البطولات الأربع الأخيرة على المستوى المحلي؛ رغم هذا الخروج إلا أن عشاق الموج الأزرق في الجوف قابلوه بحماس كبير وشوق لرؤيته؛ فعانقهم بإبداع وقدَّم لهم لوحة فنية باذخة وأتخم مرمى العروبة بخماسية بمختلف الأشكال والألوان.
من أرض الملعب وأنا أتابع المباراة بدا لي فريق العروبة غريباً وهو يلعب على أرضه، فقد اكتسى ملعب جامعة الجوف باللون الأزرق، وكان الطوفان الهلالي أكبر من قدرة (فخر الجوف) على مقاومته!
لم يكن هذا المشهد مستغرباً، فالجميع يعلم أن شعبية الهلال الطاغية في الجوف تفوق الوصف، وحتى من أبناء منافسهم في المباراة (حلوة الجوف) ممثِّل المنطقة في دوري روشن نادي العروبة، وقد كانت الجماهير العرباوية تتفاعل مع الأمواج المكسيكية والأهازيج الهلالية التي تغنَّت بها جماهير الزعيم، وقد لفت هذا الظهور الطاغي كل من حضر اللقاء بمن فيهم السيد جيسوس الذي شكر جماهير الهلال على هذا الدعم الكبير.
كان يوماً للتاريخ تجلَّى فيه نجوم الهلال وتجلَّت جماهيره في المدرجات وأرسلت رسالة للعالم مفادها أن هذا العملاق ملء السمع والبصر أينما حلَّ وارتحل.
في لقاء العروبة أصلح الهلال الكثير من الأوضاع، فقد أرضى جماهيره بالعودة للانتصارات الكبيرة المقرونة بالمستويات الرفيعة، وعاد من الجوف بالصدارة وأظهر سطوته وهو منقوص من أبرز لاعبيه (ميترو وسالم)؛ وأطمأن على جودة بدلائه ومنح فرصة لمسيريه للعمل بأريحية فيما تبقى من فترة الانتقالات بهدف تقوية الفريق للمرحلة المتبقية واستحقاقاتها المهمة.
في النهاية نقول شكراً لنادي العروبة الذي منح الجماهير الهلالية في الشمال الفرصة في الاستمتاع برؤية معشوقهم الأزرق، ونتمنى للفريق العرباوي التوفيق في مشواره البطولي خاصة بعد التغييرات والإضافات التي تقوم بها إدارة النادي خلال الميركاتو الشتوي بهدف تثبيت الفريق كأحد أركان دوري روشن الدائمين.
نقطة آخر السطر
في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة الهلال والعروبة أعاد جيسوس مطالبته التي سبق أن ذكرها مطلع الموسم بضرورة تعويض الفريق بجناح أيمن أجنبي مواليد 2003 بدلاً من الراحل ميشايل.. وتأخر الإدارة في حسم هذا الخيار كلَّف الفريق الكثير من حيث نقص تركيبة الفريق وما صاحب ذلك من التأثير الواضح على طريقة اللعب وتكتيك المدرب خلال الفترة الماضية من الموسم.
الجماهير الهلالية تتمنى أن لا يمر هذا الميركاتو دون أن تغلق الإدارة هذا الملف؛ كون عدم توفير هذا المطلب سيعرِّض الفريق لخطر فقدان البطولات، وقد يعصف بأحلام المشجعين.