علي محمد إبراهيم الربدي
ولد المرحوم الأستاذ إبراهيم الراشد الموسى المحيميد أبو عبدالله رجل التربية والتعليم والرياضة بمدينة بريدة، وقد تكون ولادته عام 1359 هـ تزيد أو تنقص سنة أو سنتين، ففى زمن ولادته لم يكن هناك شهادات تسجيل للمواليد والتى بدأت مع الولادة بمستشفيات الدولة مع بداية التسعينيات الهجرية، وكانت الولادة زمن ولادته تكون بالبيوت والمنازل، وكان يقوم بهذه المهمة (المهنة) نساء سعوديات أخذن المهنة عن طريق الممارسة والخبرة.
إنه واحد من الذين ولدوا بالمنازل في زمن كان تاريخ الولادة يؤرخ بالأحداث فيقال: ولد سنة الدبا أو سنة الجراد أو سنة الجدري....الخ.
درس الأستاذ إبراهيم أبو عبدالله -رحمه الله- بمدرسة الخالدية الابتدائية مع مطلع عام 1366 هـ والتي فتحت فى عهد الملك عبدالعزيز أيام كان أمير منطقة القصيم الأمير عبدالله بن مساعد الذي عين أميراً عليها، ولم يتجاوز عمره عشرين عاماً، وتم نقله فى عهد الملك سعود وتعيينه أميراً على عرعر أو ما يعرف بمنطقة الحدود الشمالية، وكان أول مدير للمدرسة الخالدية هو الأستاذ المرحوم عبدالعزيز الغصن الذى تخرج من مدارس الكتاتيب التي تسمى بمنطقة القصيم بمدارس المطاوعة، ومن أشهرها مدرسة المطوع الصقعبي ومدرسة المطوع الوهيبي ومدرسة المطوع ابن رزقان…إلخ. وكان يُدرس في تلك المدارس القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة العربية والحساب والذى يجتاز الاختبار يعمل له حفلة ويمنح شهادة إجازة (تخرج) يعمل بموجبها معلماً بالمدارس الحكومية أو قاضياً أو موظفاً بدائرة حكومية....إلخ
كان ذلك مع بداية استقرار الحكم السعودي فى الستينيات الهجرية.
تخرج أبو عبدالله من المدرسة الخالدية عام 1371هـ والتحق بمعهد إعداد المعلمين الذي افتتح بأمر من وزير المعارف الأمير (الملك) فهد بن عبدالعزيز عام 1373هـ في أول عهد الملك سعود بن عبدالعزيز عليهم -رحمة الله-.
تخرج من معهد إعداد المعلمين (المرحلة المتوسطة) عام 1377هـ وعين معلماً بالمدرسة السعودية بقرية العريمضي غرب بريدة والتي فتحت هي الأخرى في ذلك التاريخ أثناء عهد الملك سعود عندما كان الأمير (الملك) فهد وزيراً للمعارف قبل أن تعرف بالمسمى الجديد وزارة التعليم، وكان المرحوم عبدالعزيز التويجري معتمد التعليم بمنطقة القصيم هو من أصدر قرار توجيه للتدريس بالمدرسة السعودية بالعريمضي، فكان من أول المعلمين الذين درسوا فيها، درّس فيها لمدة ثلاث سنوات انتقل بعدها مدرسا بالمدرسة الخالدية، وظل يدرس فيها لمدة عشرين عاماً، ثم رشح وكيلاً لها حين عين الأستاذ علي الصوينع مديراً لها بعد انتقال مديرها الأسبق المرحوم إبراهيم العمار لإدارة المعارف ببريدة، وبعد تقاعد مديرها الشيخ علي الصوينع عين المرحوم الأستاذ إبراهيم الراشد الموسى مديرا للمدرسة الخالدية وظل مديراً حتى تقاعد عام 1420هـ بعد أن خدم أكثر من أربعين عاماً عرف أثناء عمله بالجد والاجتهاد والأخلاق الفاضلة والتعامل الجاد مع جميع الموظفين على اختلاف مستوياتهم التعليمية والإدارية وعرف عنه -رحمه الله- جودة الخط والتحضير المميز، وقول الشعر ومن المعلمين الذين عملوا بالمدرسة التى تخرج منها عمل فيها مدرساً ثم وكيلاً وأخيراً مديراً لها حتى تقاعده.
ومن الناحية الرياضية فالمرحوم إبراهيم الراشد من أوائل الشباب الذين زاولوا كرة القدم بمنطقة القصيم عامة وبمدينة بريدة خاصة بل بالمنطقة الوسطى، فكان واحداً من اللاعبين الذين أسسوا النادي الأهلي الرائد حالياً، ومن المؤسسين للرياضة بمنطقة القصيم خاصة مدينة بريدة والتي كان الكثير من سكانها يحاربون الكرة، ويعتبرونها مفسدة للشباب، ومنهم من ينظر إليها على أنها من المحرمات، وقد يكون ذلك في الكثير من المدن النجدية التي لا تعرف عن الرياضة خاصة كرة القدم شيئا حتى مطلع الثمانينيات.
استطاع المرحوم أبو عبدالله أن يفرض نفسه كلاعب رياضى يلعب مع فريق كرة قدم الأهلى كفريق وليس كناد أي قبل أن يكون له مقر، وقبل تسجيله وهكذا كانت البداية مع فريق الأهلى نواة نادي الرائد حاليا قبل تسجيله كناد رسمى في رعاية الشباب والذي سجل عام 1382/1381هـ برئاسة الأستاذ يوسف العمار أول رئيس للنادي الأهلي الرائد حالياً، فكان أول ناد رياضي يسجل رسمياً بمنطقة القصيم وأول ناد يستأجر مقراً له من المرحوم محمد الحمود المشيقح عن طريق ابنه أحمد عليهم -رحمه الله- الواقع بالجهة الغربية مطلاً على طريق الملك عبدالعزيز الخبيب سابقاً وأول ناد بمنطقة القصيم يملك مقراً.
استطاع المرحوم إبراهيم الراشد ابو عبدالله مع أخيه موسى ومن بعده ناصر الصلال -رحمهم الله- أن يكونوا قوة ضاربة يمثلون مقدمة فريق القدم بالنادي الأهلي ومعهم توكا لاعب نادي أحد بالمدينة المنورة، ومن أول المحترفين بالأندية السعودية قبل تطبيق نظام الاحتراف الذي طبق في التسعينيات الهجرية استطاعوا رسم البسمة على الكثير من الجماهير الرياضية بتسجيل الأهداف التي تثلج الصدور وتدخل البهجة والسرور على الجمهور خاصة عندما تكون الأهداف على الخصم نادي الشباب التعاون حالياً. والأستاذ إبراهيم الموسى من اللاعبين المميزين الذين صعدوا بالنادي الأهلي إلى الدرجة الأولى (الممتازة) قبل تصنيف الأندية إلى درجة أولى ودرجة ريفي الذى صدر عام 1487هـ عندما عين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيساً لرعاية الشباب وصنف الأهلى (الرائد) واحداً من ضمن الأندية الريفية رغم صعوده إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، وعندها ذهبت جهود اللاعب إبراهيم الموسى وزملائه أدراج الرياح، وتسبب هذا التصنيف الخاطئ باستقالة أعضاء الإدارة ورئيس النادي الشيخ محمد العبدالله الفوزان رجل المال والأعمال ورئيس لجنة أهالي مدينة بريدة حالياً.
ظل أبو عبدالله مع النادي الأهلى لاعباً ومشرفاً وعضواً فعالاً يُرجع إليه في كثير من شؤون النادي يجتمع باللاعبين والأعضاء ويأخذون بتوجيهاته ولا يمكن أن يحيدوا عن رأيه حتى آخر أيامه. وظل فاتحاً بابه يستقبل الرياضيين وشباب القصيم كل ضحى حتى أيامه الأخيرة وهي الأيام التي سافر فيها للعلاج بالعاصمة الرياض حيث كانت وفاته ليلة الجمعة 1446/6/19هـ ونقل إلى بريدة ودفن بمقبرة الموطأ الثانية بعد الصلاة عليه بعد صلاة العصر من يوم الجمعة بجامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب ببريدة عليه رحمه الله.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وعزاؤنا لابنه عبدالله وإخوانه وأخواته ولأخيه خالد وأخواته ولأسرة المحيميد بالشماسية والربيعة خاصة ولكل رياضي بمنطقة القصيم ولرؤساء وأعضاء ومشجعي نادي الأهلي سابقاً والرائد حالياً السابقين والحاليين.
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
** **
القصيم - بريدة