فاطمة آل عمرو
رحلت عن عالمنا الإعلامية الكبيرة ليلى رستم، إحدى أبرز الشخصيات التي تركت بصمة خالدة في تاريخ الإعلام المصري والعربي. رغم وفاتها، إلا أن إرثها الإعلامي سيظل شاهدًا على مسيرة مهنية حافلة تميزت بالجرأة والرقي.
ليلى رستم لم تكن مجرد مذيعة عادية، بل كانت نموذجًا للإعلام الهادف الذي يُثري العقول ويرتقي بالذوق العام. من خلال برامجها مثل «نجمك المفضل» و«قمم»، استطاعت أن تجمع بين نخبة من الشخصيات المؤثرة في مجالات الأدب والفن والسياسة. مقابلاتها مع عمالقة مثل طه حسين وعبد الحليم حافظ ومحمد علي كلاي، لم تكن مجرد أحاديث عابرة، بل لقاءات عميقة تبرز ثقافتها الواسعة وقدرتها على إدارة الحوار بحرفية.
بالنسبة لي، كانت ليلى رستم ملهمتي الأولى قبل دخولي مجال الإعلام. كنت أتابع حواراتها القديمة على موقع يوتيوب، وأجد في أسلوبها نموذجًا لما يجب أن يكون عليه الإعلامي الحقيقي. أسلوبها البسيط والراقي في طرح الأسئلة، وقدرتها على جذب انتباه الضيوف والمشاهدين على حد سواء، جعلتني أحب هذا المجال وأطمح إلى تقديم شيء مشابه في عملي.
كانت ليلى رستم رمزًا للأناقة الفكرية والإعلامية. ورغم اعتزالها الإعلام لفترة بعد الهجرة إلى بيروت، إلا أن عودتها إلى مصر في الثمانينيات أكدت مكانتها كإحدى أيقونات الإعلام العربي.
وفاة ليلى رستم ليست فقط خسارة للإعلام، بل هي تذكير بقيمة الإعلام الهادف الذي نفتقده اليوم. سيظل اسمها محفورًا في ذاكرة كل من تابع مسيرتها وتأثر بإبداعاتها.
رحم الله ليلى رستم، التي علَّمتنا أن الإعلام الحقيقي هو رسالة تنير العقول وتخاطب القلوب.