د. منصور الجريشي
تبذل وزارة التعليم بالشراكة مع هيئة تقويم التعليم والتدريب جهوداً كبيرة من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية على الوجه الأكمل؛ لتخريج وإعداد جيل قادر على العمل في كافة المجالات، وفقاً لقدراتهم التي تدربوا عليها ومارسوها في مختلف المراحل التعليمية.
ولعل من هذه الجهود هو الاختبار الوطني (نافس) الذي تنفذه هيئة تقويم التعليم، حيث يعد هذا الاختبار من أهم الاختبارات التي تقيس المستوى التحصيلي للطلاب، وتقيس المخرجات التعليمية في مراحل التعليم العام (الابتدائي والمتوسط)؛ للوقوف الفعلي على المستوى الحقيقي للطلاب في هاتين المرحلتين، كما أنها تظهر وبشكل واضح المؤشرات النسبية التي حصلت عليها المدرسة وفقاً لترتيبها جراء هذه الاختبارات، ولا يتوقف ذلك عند هذا الحد؛ بل تُظهر أيضاً المستوى الحقيقي الذي حققته المدرسة، وترتيبها بين المدارس الأخرى، كما أن نتائج هذه الاختبارات تسهم وتعزز التنافس بين المدارس بعضها البعض، وبين مكاتب التعليم، وصولاً إلى إدارات التعليم، كما تسهم أيضاً في تقديم الدعم اللازم للمدارس الواقعة في مستوى التهيئة والانطلاق الذي تظهره نتائج الاختبار لتحسين جودة عمليات التعلم في تلك المدارس.
ولعل من أهم مميزات نتائج اختبارات نافس أن إدارات التعليم تمنح وتفوض للجنة الإدارية بالمدرسة الواقعة في مستويي التقدم والتميز بناء على ما ورد في (النموذج الإشرافي في ضوء تمكين المدرسة) الصلاحية التالية:
1 - اختيار تشكيلاتها المدرسية عدا مدير المدرسة.
2 - الإشراف على كافة عملياتها التشغيلية والفنية ذاتياً.
3 - اختيار الأنشطة الصفية واللاصفية المناسبة لبيئتها التعليمية ومجتمعها المحلي.
4 - وضع خططها العلاجية والإجراءات التصحيحية المستقلة لعملياتها التعليمية.
5 - عقد الشراكات المجتمعية.
وهذا كله لم يأت فراغ بل من أجل النهوض بمستوى المدرسة والارتقاء بمخرجاتها التعليمية للوصل للمستوى المأمول والهدف المراد تحقيقه للارتقاء بالعملية التعليمية.
ولاشك أن محتوى الاختبار محكم، وتم إعداده من قبل مختصين ذوي كفاءة عالية، وأيضاً تم بناؤه وفق معايير دقيقة ومحددة وواضحة تتناسب وقدرات الطلاب في كل مرحلة من المراحل المستهدفة.
ومع هذه المجهودات الكبيرة إضافة إلى مجهودات المدرسة لدعم العملية التعليمية تجد أن هناك تدنياً في المستوى لدى بعض الطلاب نتج عنه تدني في مستوى بعض المدارس، وربما يرجع ذلك لعدة أسباب حسب اعتقادي منها أن الطالب لا يلقي لهذا الاختبار اهتماماً وينظر له بأنه تحصيل حاصل لا يستفيد منه، ولا تدخل في درجاته، وربما يجيب عن الأسئلة دون قراءة السؤال جيداً، أو التركيز لفهمه ومن ثم يجيب أي إجابة ويقوم بتظليلها، وهو لا يعلم أن هذا الاختبار مهم يبنى عليه نتائج ذات قيمة، ومهمة، وتنبثق منها مؤشرات ونتائج تدل على المستوى الحقيقي للطلاب، ومخرجات العملية التعليمية بأكملها.
ولمعالجة هذه الظاهرة وتحفيزاً للطلاب أقترح الآتي:
- التوعية المستمرة للطالب وأسرهم قبل انطلاق الاختبارات بوقت كاف توضح أهمية هذه الاختبارات وأنها تبنى عليها نتائج تعليمية، وتكشف الخلل لمعالجته، وليست تحصيل حاصل.
- أن يكون للطالب نصيب من درجته بحيث يوضع من ضمن النشاطات درجة محددة في أعمال السنة أو الاختبار النهائي ولو جزءاً قليلاً من نتيجة اختبار نافس لتبيان أهميته.
- ترحيل جزء من الدرجات لمن هو في آخر سنة في المرحلة المتوسطة ودمجها مع اختبارات القدرات.
- إظهار درجة الطالب من خلال تدوينها مع درجات المواد الأخرى بالشهادة الدراسية.
- ترك الحرية للطلاب ذوي المستويات المتقدمة من طلاب الصف الثالث المتوسط لاختيار المسار الذي يرغبون دراسته، وتلبية رغباتهم.
- تكريم الطلاب الحاصلين على درجات عالية في الاختبار بالدراسة في مدارس مميزة لإضفاء روح التنافس بين الطلاب.
- دعم الطلاب الحاصلين على درجات متقدمة في جميع المراحل، وتنمية قدراتهم من خلال برامج معدة لهم للحفاظ على تصاعد مستوياتهم وضمان عدم تراجعها.
- تكريم الطلاب الحاصلين على درجات متقدمة في إدارة التعليم من قبل مدير التعليم.
- منح الطلاب الحاصلين على درجات متقدمة إجازة لمدة أسبوع لشحذ همم الطلاب لمزيد من العطاء، وتحفيز الطلاب الآخرين ذوي المستوى المنخفض ليحذوا حذوهم.
- تقديم الخدمات لهم مجاناً والمتمثلة في النقل المدرسي، والمدارس الخاصة وإعطائهم الأولوية عند مراجعة أي جهة يرغبون مراجعتها بموجب بطاقة يحملونها.
- تقديم دعم مادي للطلاب المتميزين تعزيزاً لهم للاستمرار على هذه المستويات، وتحفيزاً لغيرهم.
- القيام برحلات وحملات ترفيهية لهم.
وختاماً..
أرجو أن تسهم هذه المقترحات في تحسين نتائج الاختبارات، وانعكاس أثرها على العملية التعليمية برمتها، لينافس كل طالب ويجتهد لحصول على درجات مميزة في كل اختبار يخوضه لإيمانه بأهميته في تجويد العملية التعليمية، وتكون السلاح الأمثل، والطريق الصحيح نحو التفوق، والإبداع.
** **
- رئيس تحرير إخباريات