د. ماجد بن ثامر آل سعود
تُعد القدرة على إلهام وتحفيز الفريق من الصفات الأساسية للقائد الناجح، فهي القوة المحركة التي تُشعل حماس أعضاء الفريق، وترفع من معنوياتهم، مما ينعكس بشكل مباشر على أدائهم وإنتاجيتهم، فالقائد الملهم هو الذي يرى إمكانيات فريقه ويساعدهم على إدراكها، كما أنه يُظهر تقديره لجهودهم، ويؤكد لهم أنهم جزء لا يتجزأ من تحقيق الأهداف المشتركة.
الإلهام لا يعني فقط تقديم كلمات مشجعة أو خطابات حماسية، بل يتجاوز ذلك إلى خلق رؤية واضحة تُحفز الفريق لتحقيق الأفضل، فالقائد الذي يلهم فريقه يعزز من إيمانهم بأنفسهم، ويشجعهم على تجاوز التحديات والسعي نحو تحقيق الأهداف الطموحة، فالإلهام والتحفيز هما أدوات القائد لبناء بيئة عمل إيجابية تسودها الثقة والانسجام.
على الجانب الآخر، يأتي التحفيز كعامل مكمل للإلهام، فهو الذي يدفع الفريق للاستمرار في العطاء والإبداع، والتحفيز يمكن أن يكون من خلال التقدير العلني للأداء، تقديم المكافآت، أو حتى تشجيع الابتكار وإعطاء مساحة للتعبير عن الأفكار، كما أنَّ القائد الذي يتقن فن التحفيز يجعل من فريقه قوة دافعة قادرة على تحقيق الإنجازات، مهما كانت الظروف.
الإلهام والتحفيز يعتمدان على مهارات تواصل فعّالة، حيث يستطيع القائد نقل رؤيته بوضوح، وبناء علاقات قائمة على الاحترام والثقة مع أعضاء فريقه، كما أن القائد الملهم يُظهر تفهمًا عميقًا لاحتياجات فريقه، ويعمل على تلبية هذه الاحتياجات بما يعزز شعورهم بالانتماء والولاء.
من وجهة نظري، أرى أن الإلهام والتحفيز هما السمتان الأبرز لأي قائد يسعى إلى تحقيق إنجازات استثنائية، فالقائد الملهم ليس فقط من يُشعل حماس فريقه في لحظة معينة، بل هو من يزرع فيهم الشغف والإصرار لتحقيق الأهداف على المدى البعيد. كما أنني أؤمن بأن التحفيز لا يقتصر على التقدير المادي، بل يشمل الاعتراف بجهود الأفراد، والإشادة بمساهماتهم، وإشراكهم في صنع القرار. هذه العناصر مجتمعة تجعل من القائد مصدر طاقة إيجابية لفريقه.
ولعل خير مثال على القيادة الملهمة في المملكة العربية السعودية هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض. يتميز سموه بأسلوب قيادي يجمع بين الإلهام والتحفيز، حيث نجح في تحويل منطقة الرياض إلى نموذج للتطوير والتنمية المستدامة.
من خلال رؤيته الواضحة، قاد سمو الأمير فيصل بن بندر جهودًا تنموية بارزة، شملت تحسين البنية التحتية، ودعم المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين. ويُظهر سموه دائمًا تقديره لأفراد فريقه ولكل من يساهم في تطوير المنطقة، مما يجعلهم يشعرون بقيمة جهودهم، ويدفعهم إلى تقديم المزيد.
لقد انعكس إلهام سمو الأمير وتحفيزه على مشاريع كبرى، مثل تحسين منظومة النقل العام، ودعم التعليم، وتعزيز الثقافة والهوية الوطنية. كما أن سموه يحرص على إشراك المجتمع في هذه النجاحات، مما يعزز من روح الانتماء ويخلق علاقة قوية بين القائد وأفراد المنطقة.
في الختام، الإلهام والتحفيز ليسا مجرد أدوات للقيادة، بل هما فلسفة تُحدث فرقًا في حياة الأفراد والمجتمعات. أمير منطقة الرياض، سمو الأمير فيصل بن بندر، يُجسد هذه الصفات القيادية بامتياز، مما يجعل منه مثالًا يُحتذى به لكل قائد يسعى إلى ترك أثر إيجابي مستدام.
في المقالة القادمة، سنتناول صفة أخرى من صفات القيادة الملهمة، فتابعونا لاكتشاف المزيد عن أسرار القيادة الناجحة.