عبد العزيز الهدلق
لرئيس برنامج الاستقطاب الأستاذ سعد اللذيذ حديث إعلامي شهير عن اللاعبين الأجانب الذين تم التعاقد معهم للأندية عبر برنامج الاستقطاب الذين لم ينجحوا مع أنديتهم، قال فيه: (حاول تبيع اللاعب اللي ما نجح معك، لن يتم فسخ عقد أي لاعب، غير كذا اللاعب يبقى عندك بالنادي، لن يتم مكافأتك على فشلك).
هذا الحديث واضح جداً، ولكن من غير الواضح أن ما تمارسه بعض الأندية معاكس تماماً لهذا الحديث، فهناك أندية استغنت مجاناً عن لاعبيها الأجانب، واستقطبت غيرهم! دون أن تبيع عقودهم، بل إن الأهلي استغنى عن لاعبه ماكسيمان مجاناً لصالح فريق فنار بخشه التركي، وزاد على ذلك بالتكفّل بدفع رواتبه الشهرية! وكذلك الاتحاد استغنى عن لاعبه البرتغالي فيلبي، فالتحق بفريق مرسيليا الفرنسي كلاعب حر! وكذلك ذهب لاعبه جوتا. أما النصر فالسلسلة طويلة من اللاعبين الذين بعضهم أنهيت عقوداً مجاناً حتى دون أن يرتدوا القميص الأصفر، فرحل عنه كونان وأوسبينا وتيليس وتاليسكا، وتعاقد مع نفس العدد! ولا حس ولا خبر لمقولة (لن يتم مكافأتك على فشلك)!
وكل ذلك يحدث وموازنات هذه الأندية تشهد سنوياً عجزاً هائلاً، وتتراكم عليها الديون بمئات الملايين.
وفي ظل هذا الدخول والخروج للاعبي النصر والاتحاد الأجانب والتعاقد عن طريق برنامج الاستقطاب، يعجز الهلال عن التخلّص من لاعب مثل لودي بنفس الطريقة التي تخلّص منها الاتحاد والنصر من لاعبيهم الأجانب. ولا يستطيع قيد النجم نيمار لهذا السبب! كما أن التسهيلات المالية التي حصل عليها الاتحاد في فترة الانتقالات السابقة والتي تمكَّن خلالها من ضم خمسة أجانب دفعة واحدة! خلاف الخمسة الأجانب الذين تعاقد معهم الموسم الماضي، لا تتوفر للهلال لكي ينهي صفقة لاعب مواليد في خانة الجناح!
هناك العديد من النقاط الغامضة، وغير المفهومة للشارع الرياضي في طريقة عمل برنامج الاستقطاب. وبلا شك أنها واضحة لدى القائمين عليه. ومن حق الرأي العام أن يعرف تلك التفاصيل لأسباب عديدة، أولها مبدأ الشفافية الذي يجب أن يكون هو عنوان عمل البرنامج، إضافة إلى أن من حق الإعلام الحصول على المعلومة الصحيحة من مصادرها، حتى لا يبني آراء وتحليلات على شائعات ومعلومات غير صحيحة، كما أن جماهير الأندية من حقها معرفة التفاصيل لتطمئن لعدالة الإنفاق بين الأندية، ذلك أن شعور جماهير بعض الأندية أن الإنفاق غير المتوازن يثير مشاعرها ويجعلها في حالة احتقان، ويغذِّي التعصب.
ولا ننسى أن تصريح المدير الفني لرابطة دوري المحترفين مايكل إيمليانو بشأن ظهور تحديات في طريق الهلال لا يزال حاضراً في الأذهان، وهناك من يربط الأحداث بالتصريحات.
كما أن الأندية التي تحظى بتسهيلات في التعاقدات وتصريف ما لديها من محترفين غير مرغوب فيهم تأتي بعد مسافات طويلة من الهلال المتفوِّق في الحوكمة وتطبيق أسس ومعايير الاستثمار، ومن حقق أكبر دخل في تاريخ الأندية السعودية، وهو الذي لا توجد عليه شكاوى ولا قضايا، ولا ديون، ولا مستحقات لم يسددها! فكيف تنال الأندية المديونة ذات القضايا كل تلك التسهيلات، في حين المنتظم الملتزم الخالي من القضايا والديون تتعقد أموره في التعاقدات ولا يجد نفس التسهيلات التي يجدها غيره!
هناك تناقضات في الساحة، وأسئلة لا تجد إجابات، وهناك معلومات غائبة، على الأقل منذ فترة الانتقالات الماضية التي جدد فيها نادي الاتحاد طاقمه الأجنبي كاملاً عدا بنزيما، بما في ذلك جهازه الفني وهو النادي الواقع تحت وطأة الديون، وأزمة تصريف اللاعبين الأجانب غير المرغوب في استمرارهم، وتسليمهم مستحقاتهم، وكذلك الجهاز الفني بقيادة ثاني أغلى مدرب في العالم!
زوايا
* الحالات الجدلية المتشابهة في المباريات فضحت المعايير المزدوجة لكثير من البرامج الرياضية الفاقدة للمهنية، وفضحت تدني مستوى الأخلاق المهنية لتلك البرامج، فالحالات الجدلية التي يكون الهلال طرفاً فيها يتم تشريحها باستفاضة واسعة. ويتم خلالها شيطنة الهلال وتصويره كمستفيد من الحكام، في حين نفس الحالات تحدث للنصر والاتحاد والأهلي وتمر أمام تلك البرامج مرور الكرام، وكأنها لم تحدث! فكم استغرق زمن التعاطي مع حالة الوقت بدل الضائع في مباراة الهلال والرائد؟! وكم استغرق وقت الحديث عن نفس الحالة في مباراة الاتحاد والفيحاء؟! في حالة الهلال استغرق معظم وقت البرامج! وفي وضع الاتحاد لم يعلم أحد إن كان هناك حالة أصلاً!
* التجارب والفرص أثبتت أن اللاعب عبدالله الحمدان غير مفيد عندما يشارك منذ البداية، وأنه لاعب (دكة) يمكن أن يقدِّم شيئاً إذا شارك في آخر (25) دقيقة من المباراة.
* أي لاعب على مقاعد البدلاء في الهلال تجاوز عمره (30) عاماً يجب التخلّص منه، عدا حراسة المرمى. فدكة البدلاء يجب أن تكون مليئة باللاعبين الصاعدين الذين ينتظرون فرصهم.
* حان الوقت ليقول الهلاليون لمحمد كنو مع السلامة، فقد تحمَّلوا بسببه أذى كثيراً. ولا يمكنه رد الجميل للهلال مهما بذل من جهد، ولكن الهلاليين يتطلعون على الأقل لأن يشاهدوا منه مجرد محاولات لتقديم شيء، وأن يشاهدوا جهداً يبذله في الملعب! فليس من المقبول أن يدخل عمر الثلاثين وهو لا يزال حبيس الدكة! حتى ولو كان هناك أجانب فيجب أن يفرض نفسه مثلما فعل سالم والبليهي، ومثلما يفعل القحطاني والحمدان عندما تتاح لهما الفرصة، حيث يبذلان جهداً مضاعفاً.