إبراهيم بن سعد الماجد
منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام الأسدي في سوريا، والمملكة العربية السعودية تعد العدة لإغاثة هذا الشعب المنكوب، وما هي إلا أيام وأساطيل الإغاثة تتدفق على دمشق.
شعور الأخوة الذي يسري في دماء قيادة بلادنا، لا ينتظر عقد اجتماعات مع الشقيقة سوريا لتحديد الاحتياج، ولا برقيات الاستعطاف، بل كانت اليد السعودية التي ما عُرفت منذ تأسيس هذه البلاد، إلا باليد العليا، اليد التي لا تساوم ولا تنتظر رد الجميل مهما كان هذا الجميل كبيرا وثمينا.
القيادة الجديدة في سوريا لم تبعث بطلب الإغاثة، ولكنها استقبلت هذه الإغاثة بروح الشقيق الكريم الذي يُقدر لشقيقه نخوته.
في كل أنحاء العالم لا يمكن أن تكون - إغاثة - دون عقد صفقات! ولكنها في السياسة السعودية مختلفة كليا، فالعقد تم مع خالق الأرض والسموات! تسيّر الجسور البحرية والجوية والبرية، وتكوّن الفرق التطوعية، الاجتماعية والطبية والإنسانية من منطلق شعور بالمسؤولية ليس إلا!
المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - كانت الدولة الأولى والوحيدة التي وصلت إغاثتها من وقود وغذاء وغطاء، وكذلك الفرق الطبية المتخصصة في أدق الجراحات والتدخلات الطبية إلى دمشق، فوصلت المساعدات لمحتاجيها مباشرة من خلال فريق مركز الملك سلمان للإغاثة، كما باشرت الفرق الطبية أعمالها في لفتة إنسانية لا يمكن أن تكون إلا - سعودية -.
تفعل بلادنا هذا وهي تواصل إغاثاتها لدول أخرى دون تأثر بما تقوم به في سوريا.
الوفد السوري الرفيع الذي جاء في أول زيارة خارجية، واختار المملكة لم يكن هذا الاختيار هكذا دون شعور من القيادة السورية بأن المملكة العربية السعودية وقيادتها هي الثقل، وهي الأمل بعد الله في ترميم ما أفسده الفاسدون، وهي العضد القوي، بل وهي قائدة العالم في كل ما من شأنه أمن واستقرار سوريا الجديدة.
إننا في المملكة عندما نقوم بأي عمل إنساني فإننا نقوم به بلا منٍّ ولا أذى، فلا نميز في الإغاثة بين هذا وذاك، فالكل سواء، من منطلق (وفي كل كبد رطبة أجر).
مشاهد الإغاثات السعودية على مدى عقود من الزمن في كافة أنحاء العالم لا يمكن أن ينكرها إلا من في قلبه مرض.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا وجعلنا دوماً عوناً لكل مكلوم.